يجب ألا تمر مشكلة الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي عن محافظات جنوب الصعيد نتيجة عطل في محطة نجع حمادي دون تحقيق علني محايد يكشف عن الأسباب الحقيقية وراء تكرار تلك المشكلة في نفس الوقت من كل عام. بنفس السيناريو, ويوضح حقيقة ما يثار عن وجود عيوب فنية في تلك المحطة التي لم تفتتح إلا منذ عامين فقط. ففي مثل هذا الشهر من العام الماضي, انقطع التيار الكهربائي عن محافظات جنوب الصعيد, وأثارت وسائل الإعلام عدة تساؤلات حول محطة كهرباء نجح حمادي التي تم افتتاحها في أوائل عام2008, ونقلت وسائل الإعلام وقتها عن مصادر بالمحطة وجود مشكلة فنية تؤدي إلي توقف نظام تبريد وحدات التوليد بصفة مستمرة, لعدم مطابقة نظام التوليد بالمحطة للمواصفات. وكشفت المصادر عن استمرار أعطال نظام التبريد, نتيجة لعيب فني متعلق بتصميم نظام تبريد وحدات توليد الكهرباء لتعتمد علي مياه الآبار الارتوازية, بدلا من مياه النيل التي تطل عليها المحطة مباشرة, وهو ما تسبب في تآكل مواسير التبريد بسبب ملوحة مياه الآبار الارتوازية الشديدة, ويؤدي ذلك إلي سخونة الوحدات, ومن ثم توقفها عن العمل باستمرار, وأشارت المصادر إلي أن المسئولية تقع علي لجنة هيئة تنفيذ مشروعات المحطات المائية التي تسلمت نظام تبريد المحطة بهذه المشكلة الفنية الخطيرة. وكان من المفترض أن تحقق وزارة الكهرباء في هذه المعلومات وتضع حلا سريعا لهذه المشكلة يمنع عدم تكرار انقطاع التيار, لكن الوزارة فضلت تعليق أسباب انقطاع التيار علي شماعة زيادة الأحمال, رغم أن زيادة استهلاك الكهرباء في مثل هذا الوقت من كل عام هي أمر بدهي معروف مسبقا, وكان يجب التحسب له بكل الوسائل الفنية المتاحة. لكن تكرار المشكلة وفي نفس المحطة يؤكد أن هناك خللا بتلك المحطة لا يتعلق بزيادة الأحمال, وأن الأمر بحاجة إلي تحقيق عاجل ومساءلة تكشف المسئولين عن استمرار هذا الخلل, وكيف تم تسلم المحطة وتشغيلها وبها عيوب فنية. إن التيار الكهربائي لم يعد ترفا وإنما ضرورة قصوي في البيت والمصنع والمستشفي وكل مكان, ولابد من التعامل مع أزمة الكهرباء في جنوب الصعيد بشفافية تامة, وأن تبحث الأجهزة الرقابية هذا الأمر من جميع جوانبه, لتكشف حقيقة ما حدث, وتضمن اتخاذ الإجرءات الكفيلة بعدم تكرار المشكلة.