كانت الدعوة لحضور حفل موسيقي بالحديقة, العازفون والعازفات أعمارهم تتراوح بين6,4 سنوات, والمناسبة انتهاء مرحلة الحضانة بالنسبة لبعض العازفين والعازفات. وفي حديقة تتوسط منازل مدينة برن العاصمة السويسرية, وقفت مدرسة الموسيقي لتعلن للحضور عناوين المقطوعات الموسيقية وأسماء المؤلفين وجنسياتهم, بعدها بدأ العرض الذي لم أشاهد مثله من قبل فالأطفال يعزفون بآلاتهم خاصة الفلوت استنادا الي النوتة الموجودة أمام كل منهم, أي أنهم يقرأون النوتة الموسيقية قبل أن يتعلموا الأبجدية. وتنوع العرض من عازف أو عازفة سوليست الي عزف مجموعات من اثنين وثلاث وأربع أو عزف جماعي. وبعد مايقرب من ساعتين تقريبا, بدأت أسأل لأعرف ان أطفال الحضانة عليهم اختيار مايفضلونه من الموسيقي والفن والرياضة بجانب المنهج الدراسي, أي اختيار آلة موسيقية يعزف عليها والرسم أو أي من الفنون التشكيلية ورياضة من الرياضات البدنية. وبالنسبة للموسيقي وعلي سبيل المثال, فإن الذين يختارون الفلوت, يبدأ مشوارهم بالتعرف علي سيقان البامبو, فالمدرسة تحضر معها سيقان من أطوال وسمك مختلف. ويختار الطفل أو الطفلة السمك الذي يفضله والطول الأنسب بالنسبة له أولها. ولمدة تتراوح بين18,12 شهرا يعيشون مع الاصوات والأنغام التي تصدر من احتكاك خشب البامبو ببعضه أو بالطرق والنقر عليه, بعدها يجري ثقب الفلوت ثقبا واحدا ولمدة تتراوح بين45,30 يوما يتعلمون النغمات التي تصدر عنه ويعزفون المقطوعات الموسيقية التي تتناسب معه, ثم تبدأ مرحلة الثقب الثاني, وبعدها الثقب الثالث وهكذا, وخلال هذه المراحل يتعلمون قراءة النوتة الموسيقية والصولفيج. والمهم أن المقطوعات الموسيقية المكتوبة بكراسة الموسيقي من دول مختلفة والمؤلفون متعددون. وفي نفس الوقت يغنون معا أغاني شعبية مشهورة, ويجري ضبط صوت كل طفل وطفلة وفقا للنوتة الموسيقية. مثل هذه الدراسة, كانت موجودة تقريبا ومنتشرة بالمدارس الحكومية المصرية طوال الفترة التي سبقت يوليو1952. فكل مدرسة كانت تضم مجموعات للموسيقي والمسرح والأشغال اليدوية والرسم وفلاحة البساتين وغيرها بجانب الفرق الرياضية. وكان هناك مدرسون متخصصون يشرفون علي هذه المجموعات ويعلمون أفرادها طوال العام الدراسي. وهناك من بين الطلبة من احترف بعد ذلك خاصة في المرحلة الجامعية, اعتمادا علي ماتعلمه خلال المرحلتين الابتدائية والثانوية. وما جري للتعليم من انهيار هو النتيجة المنطقية للسياسات التي جري تطبيقها, ومايجري في الخارج من حرص علي الارتقاء والتقدم هو النتيجة المنطقية للاستقرار والاهتمام بتنمية مدارك ومشاعر التلاميذ والتلميذات, اعتبارا من مرحلة الحضانة.. وإثراء وجدانهم والعمل علي إنضاج وتكامل شخصياتهم. الضبعة بعد30 عاما من الدراسات وخمس سنوات من العمل والاستفادة من خبرة الخبراء, وإنفاق أكثر من800 مليون جنيه لإعداد الموقع وفقا لخطة أقرتها الجهات المعنية, وتعويض أهالي منطقة الضبعة عن338 مبني و121 ألف شجرة لاعداد المنطقة لاستقبال وإنشاء أول مفاعل نووي مصري, تريد الحكومة أن تتجاهل ذلك, وتبحث عن موقع أو مواقع أخري؟ مع العلم أن هذا الموقع اعتبره الخبراء في مقدمة المواقع التي تصلح لإنشاء مفاعل نووي. وكما كتبت من قبل, فإن الرأي العام لن يقبل بأي بديل لموقع الضبعة, ولن يستمع لأي تبرير, وسيدين أي قرار يقضي بترك موقع الضبعة للطامعين فيه. والأمر ببساطة إن القضية أصبحت قضية رأي عام, والكل يترقب وينتظر قرار الحكومة, وليس هناك سوي قرار حكيم واحد, هو استئناف العمل في موقع الضبعة حماية لأهل الحكم وللأموال التي أنفقت. الرحلة رقم732 تكدس المسافرون في الصالة الضيقة ولم تكن هناك مقاعد تكفي أكثر من نصفهم انتظارا لركوب طائرة مصر للطيران رحلة رقم732 للتوجه من برلين الي القاهرة يوم الثلاثاء13 يوليو, وحان موعد الاقلاع ولم يظهر مايشير الي اقتراب محنة الانتظار من النهاية. ومضي الوقت, ولم يهتم أي من المسئولين بإبلاغهم عن أسباب هذا التأخير أو بموعد الإقلاع الجديد, خاصة بعد أن علموا أن هناك تأخيرا في موعد وصول الطائرة القادمة من القاهرة, وبحثوا عن المدير, فلم يجدوا له أثرا, وقال قائل ربما كان مشغولا مع عدد من المسافرين المهمين أو من الأقارب والأصدقاء. وخلال أحاديث المسافرين الألمان الجانبية, كانت الجملة المفضلة لديهم, أنها شركة من العالم الثالث, الذي لم يتعلم بعد احترام قيمة الوقت أو المبالاة بالناس, وقد تأخر إقلاع الطائرة لمدة ساعة, فبدلا من الساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر أقلعت في الساعة الرابعة والنصف. وكان في انتظار الركاب محنة من نوع آخر, فقد وصلت الطائرة الي مطار القاهرة في التاسعة وعشر دقائق مساء, ولم يبدأ وصول الحقائب علي السير في صالة الوصول إلا بعد50 دقيقة. نعم هناك إنجازات رائعة وإنشاءات ومطارات جيدة ومتطورة, ولكن العبرة ليست بالمباني بل بكفاءة منظومة العمل. شانزليزيه بالجيزة يعد شارع جامعة الدول العربية بالجيزة, واحدا من الشوارع التجارية الرئيسية, وفي نفس الوقت يجمع بين الجمال وتنوع الأنشطة الترفيهية علي جانبيه. ومع ذلك قرر المسئولون بالمحافظة, ولديهم أسبابهم ومنطقهم طبعا, تحويل هذا الشارع الي شانزليزيه, أي تطلعوا لتحويل المنطقة لتكون قطعة باريسية. وإذا كان الخديو إسماعيل قد سبقهم وعمل علي أن تكون مصر قطعة من أوروبا, فلماذا لا يقتدون بجناب الخديو؟ ولمن لا يعلم فإن شارع الشانزليزيه في باريس يعد أجمل شوارع العالم وأكثرها أناقة وجمالا وأفضلها تخطيطا وتنسيقا. ويتضمن التخطيط الجديد الذي أعلنه المسئولون, زيادة عدد المقاهي والكافتيريات والمطاعم وتطوير المحلات وواجهاتها, خاصة محلات الأزياء وإعداد الأرصفة بالمقاعد لراحة السائرين والمتنزهين. وكل هذا جميل, ولكن ماذا عن نظافة المحافظة التي انتشرت أكوام القمامة في جنباتها حتي أصبحت تتقدم الجميع في هذا المجال ؟ وماذا عن العشوائيات ؟ وماذا عن الجراجات الالكترونية التي يتقاضي المسئولون عنها مايتراوح بين110 و115 جنيها عن كل سيارة شهريا. المزيد من مقالات عبده مباشر