في إطار الجهود الأمريكية المتواصلة لسد الثغرات الأمنية والتصدي للاعتداءات والتهديدات الإرهابية المتلاحقة علي مطاراتها, فتحت المخابرات الأمريكية تحقيقا موسعا حول الأخطاء التي أرتكبتها أجهزتها خلال الفترة الماضية وسبل تداركها. وأعلن دينس بلير مدير المخابرات الوطنية الأمريكية تشكيل لجنة مستقلة مهمتها التحقيق في هذه الاخفاقات بعد محاولة تفجير طائرة ديترويت ومجزرة قاعدة فورت هود ومن المقرر أن يرأس جون ماكليلان المدير السابق بالإنابة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية( سي.آي.إيه) اللجنة, التي تضم مجموعة صغيرة من الخبراء في مجال الأمن القومي مهمتها تحقيق دقيق في الحادثتين. وأوضح بلير في بيان رسمي أن هذه اللجنة ستقدم اقتراحات لمعالجة الاخفاقات المحتملة التي كشفتها هاتان الحادثتان, ولفت بلير في بيانه إلي أن ماكليلان يتمتع بكفاءة عالية لإدارة تحقيق مستقل في هذا المجال ولتقديم توصيات صادقة وبناءة, وأضاف أن إدارته طلبت دراسة دقيقة لتسلسل الوقائع التي أدت إلي الحادثتين وتقديم مقترحات لمعالجة الضعف الذي تعاني منه أنظمة المخابرات الأمريكية. يأتي ذلك في الوقت الذي دافع فيه ليون بانيتا مدير المخابرات المركزية الأمريكية( سي.آي.إيه) بشدة عن أداء وكالته في مواجهة الانتقادات التي تعرضت لها عقب الهجوم الانتحاري الذي تعرض له عناصرها في أفغانستان قبل عدة أيام, والذي أسفر عن مصرع7 عملاء في المخابرات الأمريكية, وشدد بانيتا علي أن مهمة أجهزة المخابرات المختلفة لم تكن أبدا سهلة, مؤكدا أن رجال الأمن بالقاعدة كانوا علي وشك تفتيش منفذ التفجير الانتحاري عندما سارع بتفجير نفسه. وتزامن التحقيق الأمريكي مع تحذير مجموعة من خبراء الأمن الدولي من أن قوائم المراقبة المستخدمة دوليا كوسيلة للتصدي للإرهاب أثبتت فشلها القاطع, وهو ما أرجعوه لنقص في المعلومات أو أخطاء في تهجئة أسماء الإرهابيين, وأخيرا عدم تعاون العديد من الدول وانتهاج بعض الدول الأخري سياسات تضليلية. وأشار تقرير لوكالة أسوشيتدبرس الأمريكية للأنباء إلي أن بريطانيا التي تفخر بقائمتها التي تضم أسماء نحو مليون إرهابي, من بينهم عمر فاروق عبد المطلب المتهم بمحاولة تفجير طائرة أمريكية, إلا أن هذا لم يحل دون صعود المتهم علي متن الطائرة حيث كان علي وشك تنفيذ جريمته بدون أن يعترضه أي من رجال الأمن. وفي واشنطن, مثل المتهم النيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي يواجه اتهامات بمحاولة تفجير طائرة أمريكية أثناء رحلة بين امستردام وديترويت يوم عيد الميلاد أمام القضاء الأمريكي, حيث دفع ببراءته للمرة الأولي خلال الجلسة التي انعقدت وسط إجراءات أمنية مشددة. واتسم عمر فاروق(23 عاما) بالهدوء الشديد ليؤكد اسمه وتهجئته وسنه, وقال الشاب النيجيري انه يفهم التهم الست الموجهة إليه, أمام القاضي الفيدرالي برنارد فرايدمن في ديترويت. وأوضحت محاميته المعينة من قبل المحكمة ميريام سيفر أنه يدفع ببراءته من الاتهامات الستة الموجهة إليه بما فيها محاولة قتل حوالي290 شخصا علي متن الطائرة ومحاولة استخدام سلاح للدمار الشامل, ولكنها أكدت أنها لا تطلب الإفراج غير المشروط عن موكلها, وفي حالة إدانته يمكن أن يحكم عليه بالسجن مدي الحياة. وردا علي سؤال عما إذا كان تناول أدوية في الساعات ال24 الماضية, قال نعم مسكنات, مشيرا إلي فخذه الأيسر. وكانت شبكة سي.بي.اس الإخبارية الأمريكية قد نقلت عن مسئولين في المخابرات البريطانية قولهم إن عمر فاروق قد اعترف من قبل بأن حوالي20 شابا مسلما آخر تدربوا في اليمن علي استخدام التقنية نفسها لتفجير طائرات. وفي إطار حالة الذعر الأمني في المطارات الأمريكية والأوروبية, أعتقلت السلطات الأمريكية رجلا يشتبه بتسببه في حالة ذعر أمني أدي إلي إغلاق مطار نيويورك الدولي الأسبوع الماضي. وأوضحت هيئة موانئ نيويورك ونيوجيرسي في بيان رسمي أن الصيني هايسونج جيانج(28 عاما) من بيسكاتاواي بولاية نيوجيرسي أعتقل بتهمة التعدي الجرئ. ولم يتم الكشف عن تفاصيل أخري حول ملابسات الاعتقال وذلك قبل ساعات من الإفراج عنه, وتسبب هذا الانتهاك الأمني الذي وقع في مطار نيويورك ليبرتي الدولي وهو واحد من ثلاثة مطارات رئيسية تخدم منطقة نيويورك في حالة من الاضطراب للمسئولين بأمن المطارات في الولاياتالمتحدة. وفي لندن, اعتقلت الشرطة البريطانية ثلاثة مسافرين كانوا علي متن طائرة تابعة لخطوط طيران الإمارات في مطار هيثرو متجهة إلي دبي, وذلك بعد تقديم طاقم الطائرة لشكوي من تعرضه لتهديد كلامي واحتمال وجود قنبلة علي متن الطائرة. ومن باريس كتبت نجاة عبد النعيم: أعلن وزير النقل الفرنسي عزم بلاده استخدام جهاز الماسح لضوئي في بعض المطارات, ليبدأ التنفيذ العملي في مطار شارل ديجول الدولي خلال أسبوعين تقريبا. وعلي صعيد آخر, كشف مصدر قضائي أمريكي عن أن أحد الشخصين المعتقلين في إطار التحقيق في قضية محاولة اعتداء فاشلة في نيويورك العام الماضي, وجهت إليه تهمة الكذب علي مكتب التحقيقات الفيدرالي( أف.بي.آي) وردا علي هذا الاتهام دفع الأفغاني زارين أحمد زاي الذي يعمل سائق سيارة أجرة, ببراءته لدي مثوله أمام إحدي محاكم نيويورك.