النشيد الوطني هو نشيد خاص بالدولة يتم عزفه في المناسبات الوطنية وفي المدارس وقبل بداية مباريات المنتخبات الوطنية الخ. وهو عادة مايكون نشيدا حماسيا يعزز من حب الوطن في القلب. ويعزز من ثورة النفس ليشعل من ذلك الحب حماسا لامتناهيا, بل ويشعل غضب الشعب من أجل بلاده وليدافع عنها ويشعر بأمنها وحبها, اذن فهو بلورة لتاريخ أي شعب, وحاضره, هو المعبر عن تطلعاته, هذا هو التعريف البسيط للنشيد الوطني, والمناسبة انني تابعت بشغف مباريات كأس العالم التي تقام حاليا بجنوب إفريقيا, وتعمدت ان اراقب اللحظات التي يتم فيها عزف النشيد الوطني, للدول المشاركة في المباريات, وقد أفرزت تلك المتابعات لدي انطباعات متنوعة جال اكثرها في عقلي اكثر من مظهر اللاعبين عند عزف نشيد بلدهم, فهذا فريق يلتصق لاعبوه بعضهم البعض ويتشابكون بالايدي وهم ينشدون النشيد, وآخر لايظهر عليه اي انفعال ولايشارك في الإلقاء, وهناك فريق ثالث يضع افراده الايدي علي الصدور, ورابع يرتفع برأسه عاليا وبشموخ وهو يردد كلمات النشيد, أما ماجذبني لكتابة هذه الرسالة فهو أنني عندما كنت اتابع عزف النشيد الوطني لكوريا الشمالية فقد فوجئت بواحد من اللاعبين الكوريين ينتحب بكاء بالدموع طيلة عزف النشيد, ولا أخفي تأثري الشديد بما فعله اللاعب الكوري, وجلست أفكر وانشغلت عن المباراة, فهل كان ذلك النحيب تعبيرا عن التأثر بالموقف بأن فريقه يلعب مع بطل العالم في كرة القدم البرازيل ملكة اللعبة أما ان نحيبه كان تعبيرا عن شحنة يفجرها داخل نفسه من أجل أن يعلي من جهده ونشاطه في اثناء المباراة, أم ان اللاعب يخشي المواجهة فيبكي تخوفا من الموقف؟ وأخذت الأفكار تأتي وتروح من أجل تفسير بكاء اللاعب بهذه الطريقة التي أعتقد أن الجميع لاحظها, وأعيتني الحيل في تفسير ماحدث, وقلت لنفسي علي ان اترك لاطباء النفس وعلماء السوكيات الرد علي هذا التساؤل, لماذا بكي اللاعب الكوري في اثناء عزف السلام الوطني؟ إذا عرفت الإجابة فابعثها إلي بريد الأهرام لتشفي غليلي في الاجابة عنه! د. حامد عبد الرحيم عيد أستاذ بعلوم القاهرة