كانت قصة الحب التي جمعت سعاد حسني بالمخرج علي بدرخان من القصص الغرامية التي حدثت علي طريقة أفلام السينما, قصة مجنونة لم يتوقعها الكثيرون, وأثارت ردود فعل مختلفة. وفي تسجيل إذاعي نادر عمره42 عاما مع الإذاعية صديقة حياتي جمع النجمة سعاد حسني بزوجها المخرج علي بدرخان تحدث الاثنان عن الحب الذي جمع بينهما وأمنيات كل منهما. عن بداية تعارفهما تقول سعاد حسني: تم التعارف بيننا أثناء تصوير فيلم' نادية' إخراج والده المخرج أحمد بدرخان, وفي هذا الوقت كان علي مساعد مخرج, وفي الأيام الأولي من التصوير لم يكن لطيفا معي لاعتقاده أنني مغرورة بعد أن طلبت تعديلات في السيناريو, لكن بعد فترة تحسنت علاقتنا بعد أن تأكد إنني بعيدة تماما عن الغرور وإنسانة علي سجيتي, وفي كثير من الأحيان كنت أتصل بوالده هاتفيا للسؤال عن بعض الأشياء في السيناريو أو الملابس فكان يرد علي, وكان دوري في الفيلم يتطلب إجادتي للسباحة وتم تكليف علي بتعليمي, فكنا نسبح صباحا في حمام السباحة في فندق عمر الخيام أو قصر النيل, ومساء كنا نذهب إلي سينما صيفي وأثناء خروجنا كنت اصطحب بعض أشقائي أو أولادهم. وفي إحدي المرات قال لي: بلاش نظام روضة الأطفال ده! وتوطدت صداقتنا وبدأنا نخرج بمفردنا ووصل الخبر إلي الصحف وانتشرت شائعة حبي وقرب زواجي من علي بدرخان, وقرأ والده ما نشر وسأله هل توجد علاقة تربطك بسعاد حسني؟ فصمت! فقال له: لو في علاقة بينكما لابد أن تكون واضحا في تصرفاتك حتي تتجنب كلام الناس وبعد أيام قليلة مرض أحمد بدرخان ورحل عن الدنيا, وبعد سبعة أشهر من رحيله تزوجنا واقتصر حفل الزفاف علي الأهل بسبب ظروف وفاة والده ووالدي, وكان من المقرر أن نعلن خطوبتنا أولا ثم نتزوج لكن يوم الخطوبة اتصل بي هاتفيا وقال: إيه رأيك تيجي نتجوز. فقلت له: مش معقول يا علي تقول هذا الكلام في هذا الوقت علي العموم أمهلني عشر دقائق أفكر, وقبل انتهاء العشر دقائق اتصل بي, فقلت له: لم أفكر بعد فقال: هو لعب عيال فضحكت فقال: مبروك. وقررنا أن يكون عقد القران في الفيلا الخاصة بهم وعندما حضرت إلي الفيلا لم أدخل من الباب الرئيسي لكنني دخلت من باب المطبخ حتي لا يراني المدعوون, لكن علي لم ينتظر حتي أرتدي فستان الزفاف وجذبني من يدي. وقال لي: الناس في انتظارك منذ الصباح الباكر. فقلت له: نفسي يا علي ارتدي فستان الزفاف! فقال لي: مش ضروري. وفجأة وجدت نفسي أمام المأذون, وبعد الزواج اكتشفت أنه يوجد بيننا عوامل كثيرة مشتركة أهمها حبنا واحترامنا الكبير للفن وعشقنا للضحك وكرهنا للحزن, الشيء الوحيد الذي ينتقدني عليه علي أنني لا أجيد الطهو وأحب الفوضي وعندما أجلس تجد كل شيء حولي, وعندما أحب إعادة ترتيب البيت انعكشه لكن علي يغفر لي كل هذا لأنه يحبني. وتستطرد سعاد قائلة: الخلاف بيننا الآن أن علي يتمني إنجاب ولد لأنه يفضل الأولاد أكثر ويستظرفهم بالإضافة إلي أنه خايف أن أحب الولد الذي أنجبه أكثر منه, أما أنا فأتمني أنجاب بنت لأن الطفولة عندي بنت وأريد أن ألعب معها وأغني لها وأمشط شعرها واستعيد من خلالها طفولتي, التي لم أعشها. لقاء تليفزيوني كان سبب حبي لماهر عواد رغم أن زيجات سعاد حسني كان يحيطها الغموض كبقية حياتها, إلا أننا استطعنا أن نكشف من خلال تسجيل إذاعي لإحدي الإذاعات العربية مونت كارلو عن تفاصيل زواجها الأخير من السيناريست ماهر عواد. عن ظروف معرفتها بعواد تقول السندريلا شاهدته لأول مرة من خلال برنامج تليفزيوني, وكان يتحدث عن تجربته في السيناريو, ودراسته العلمية وهيامه وغرامه بالسينما, وعدم تعجله للشهرة, وبعد انتهاء البرنامج أعجبتني شخصيته وقبل هذا اللقاء التليفزيوني كنت شاهدت له فيلمه الأول' الأقزام قادمون' وأعجبت جدا بتكنيك كتاباته, وشعرت بأنه يقدم نوعا مفقودا في السينما وهو الفيلم الغنائي الموسيقي الذي برع في تقديمه من قبل صلاح جاهين. وبعد أيام اتصل بي هاتفيا وطلب تحديد موعد لعرض سيناريو علي, فرحبت جدا, وبعد مقابلة قصيرة أعطاني السيناريو وكنت في شوق لقراءته.. وتكررت الاتصالات التليفونية بيننا ولظروف ما, لم يخرج الفيلم إلي النور, لكن في هذه الأثناء شعرنا بأننا لا نستطيع أن نستغني عن بعض, وعرض علي الزواج, وقال لي سعاد يا عمري أنا حبيتك وطالب القرب منك تحبي تتجوزيني. فقلت له يا ماهر سعادتي سوف تكتمل فعلا بالارتباط بك, وتم الزواج يوم11 يونيو عام1987 الساعة الحادية عشرة مساء, وكان المهر25 قرشا, وحضر الحفل مجموعة قليلة جدا تعد علي أصابع اليد الواحدة وكلهم من الأهل.