سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في تقرير مثير لمجلة الايكونوميست البريطانية
شركات طيران سوبر.. لا تخضع للمنافسة!
طيران الإمارات والقطرية والاتحاد في طريقها إلي نقل200 مليون راكب سنويا
شركات الطيران الأوروبية والأمريكية تدق أجراس الإنذار خوفا من الشركات الخليجية!
هذه ظاهرة جديدة في عالم الطيران.. أو تحديدا قوة جديدة في عالم صناعة الطيران في العالم ممثلة في شركات الطيران الخليجية الثلاث ذات الطموحات العملاقة.. طيران الإمارات في دبي والقطرية والاتحاد في أبوظبي. هكذا بدأت مجلة الايكونوميست البريطانية الرصينة تقريرها قبل أيام عن الظاهرة التي تمثلها الشركات الثلاث. مؤكدت إنه خلال عشر سنوات فقط, فان الشركات الثلاث سوف يكون في مقدورها أن تنقل نحو200 مليون راكب سنويا, أي مايزيد بأربعة أضعاف عدد الركاب الذين نقلتهم هذه الشركات العام الماضي. وقال التقرير الي ان التوسع ليس مقصورا فقط علي عدد الركاب بل يحدث توسع هائل في المطارات في دبي والدوحة وأبوظبي.. وبحلول عام2015, فإن دبي والدوحة وأبوظبي سوف تكون قادرة علي التعامل مع190 مليون راكب في العام. وعندما ينتهي العمل في المطار العملاق الذي يضم5 ممرات اقلاع في دبي, فإن طاقة الإمارة في التعامل مع ركاب الطيران سوف ترتفع بمقدار70 مليون راكب لتساوي نفس عدد الركاب الذي تعاملت معه مطارات هيثرو في لندن وجون اف كيندي في نيويورك وناريتا في اليابان وتشاجني في الصين وفرانكفورت في المانيا مجتمعة في العام الماضي. ومع عدد قليل للغاية من السكان لايزيد علي4 ملايين نسمة معظمهم من الأجانب, فإن نمو النقل المدني الجوي في هذه المدن, من هذا التوسع يمكن ان يجذب ركابا من بقية أنحاء العالم. وتتساءل الايكونوميست.. ولكن هل سيأتي هؤلاء الركاب؟ وترد المجلة في تقريرها.. إن هناك خليطا مما تسميه الايكونوميست الخط الجغرافي والتقدم التكنولوجي والاستراتيجية الواضحة المحددة, يشير الي ان الركاب سوف يأتون علي الأرجح. ويشير التقرير الي أنه من هذه المنطقة يمكن للطيران أن يصل الي أي نقطة في العالم.. وفي خلال ساعات محدودة, فإنه من الممكن نقل مليارات البشر في آسيا وافريقيا وهم الذين كانت تهملهم في السابق شركات الطيران. ومنذ25 عاما مضت, بدأت مدينة دبي تستفيد من موقعها المميز وعملت علي وضع صناعة النقل الجوي المدني في قلب اقتصادها, وتضاعف حجم المطار من خلال سياسات حكومية داعمة, كما تضاعف حجم شركة الطيران في غضون سنوات قليلة بعد انشائها.. وسارت الخطوط القطرية وبعدها طيران الاتحاد في أبوظبي علي نفس الطريق الذي نجحت فيه طيران الإمارات. وأوضح التقرير ان المنافسين في أوروبا ومناطق أخري بدأت تدب لديهم المخاوف من أن تهددهم شركات الطيران الخليجية في الرحلات الطويلة ذات الربحية, كما هددتهم شركات الطيران الاقتصادي في الرحلات القصيرة. وبرغم التحرير الجزئي لصناعة الطيران المدني في السنوات الأخيرة, فان عديدا من شركات الطيران البارزة في العالم تفضل تقسيم خطوط الطيران فيما بينها وتمارس ضغوطا من أجل وضع لوائح وتشريعات ضد الاحتكار. وتمارس شركات الطيران الكبري في العالم لعبة الاندماج فيما بينها سواء عن طريق التحالف أو الاستحواذ أو شراء أسهم وعلي العكس من ذلك, فإن شركات الطيران الخليجية الثلاث التي تطلق عليها الايكونوميست لقب الشركات السوبر, لاتمارس مثل هذه اللعبة لأنها تعتمد علي رحلات الترانزيت, الأمر الذي أثار غضب وشكوي شركات الطيران في أوروبا وأمريكا الشمالية ضدها. ولم تستطع مثل هذه الشكاوي التي تقول إن هناك منافسة غير عادلة وهي التي أثارتها شركات مثل لوفتهانزا وايرفرانس ليه ال إم وايركندا أن تحقق شيئا. وبرغم ان شركات طيران الإمارات مملوكة لحكومة دبي, فإن شركة طيران الإمارات ظلت منذ انشائها تحقق ارباحا ماعدا في عام واحد. وتقوم طيران الإمارات بتمويل توسعة اسطولها الجوي المتنامي والذي سوف يشتمل علي58 طائرة حديثة, بشكل مريح. وهي تدفع الوقود الذي تستخدمه بنفس السعر الذي تدفعه الشركات الأخري, كما تدفع نفس الرسوم التي تدفعها الشركات الأخري للمطار المحلي. وتقول الخطوط القطرية انها تحقق ارباحا حاليا, بينما تتعرض طيران الاتحاد لضغوط لكي تصل الي مرحلة تحقيق الأرباح. وتستفيد شركات الطيران الخليجية الثلاث من انخفاض الضرائب أو عدم وجودها علي الاطلاق في بلدانها, لكنها توفر أطقما من الأجانب للتعامل مع الركاب ذوي الجنسيات واللغات المختلفة. ويواصل تقرير الايكونوميست, ان ظهور وتميز شركات الطيران الخليجية الثلاث يعد نعمة وبركة بالنسبة للركاب, فهو يعني توسيع دائرة الاختيار أمامهم وانخفاضا في أسعار التذاكر للرحلات الطويلة, في وقت تحاول فيه الشركات المسيطرة علي سوق الطيران المدني في العالم رفع الأسعار. لكن هناك قلقا واحدا من نهج الشركات الخليجية الثلاث, فرغم ان أساطيلها الجوية الحديثة تعتبر من بين الأفضل في كفاءة استخدام الوقود, الا ان زيادة الرحلات الجوية التجارية سيؤدي الي الإسهام في ارتفاع مناخ الكرة الأرضية. ويطالب التقرير شركات الطيران الخليجية الثلاث والتي تتعرض للانتقادات من منافسيها خاصة الأوروبيين الملتزمين بخطة خفض الانبعاثات, بأن تتخذ خطوات جديدة للالتزام بخطة مماثلة تسهم في خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في المنطقة. وينتهي التقرير الي انه مع زيادة القوة فهناك مسئوليات جديدة تتحملها هذه الشركات. المزيد من مقالات مصطفى النجار