في سياق المراجعة الأمنية الشاملة التي تجريها الولاياتالمتحدة عقب إحباط الهجوم الإرهابي الفاشل في ديترويت عقد أمس الرئيس الأمريكي باراك أوباما اجتماعا مع عدد من وزراء حكومته وكبار المسئولين بأجهزة المخابرات استعدادا لإطلاق سلسلة من الإصلاحات لأسلوب عمل الأجهزة الأمنية والمخابراتية في أمريكا. فقد اجتمع أوباما مع وزراء الخارجية هيلاري كلينتون, والدفاع روبرت جيتس, والأمن الداخلي جانيت نابوليتانو, والعدل إريك هولدر, والطاقة ستيفن شو, كما ضم الاجتماع الذي جري في البيت الأبيض مدير المخابرات دنيس بلير, ومدير المباحث الفيدرالية الأمريكية ال إف بي دي روبرت مولر, ومستشار الأمن القومي الجنرال جيمس جونز, ومستشار الرئيس أوباما لمكافحة الإرهاب جون برينان. وكان أوباما قد وصل أمس إلي واشنطن عائدا من جزر هاواي, حيث قضي عطلة عيد الميلاد التي عكر صفوها محاولة الاعتداء الفاشل علي طائرة ديترويت والانتقادات الشرسة التي شنتها المعارضة الجمهورية واتهامها الإدارة الديمقراطية باتباع سياسات أمنية متراخية. ونالت الانتقادات الجمهورية دعما مع الكشف عن تجاهل المؤسسات الأمنية في الولاياتالمتحدة لعدد من المؤشرات علي الخطر الأمني الذي يمثله منفذ هجوم ديترويت عمر الفاروق عبدالمطلب ومن بينها بلاغ تحذير تقدم له والد المعتدي إلي سفارة أمريكا في نيجيريا. وكان أوباما قد وصف ملابسات الحادث وفشل الإجراءات الأمنية المتبعة في المطارات بأنها غير مقبولة علي الإطلاق, وبحث اجتماع الأمس سلسلة من الإجراءات المحتمل تطبيقها لإصلاح نظام العمل في الأجهزة الأمنية وشبكة تبادل المعلومات المخابراتية,كما تطرق المجتمعون مع الرئيس الأمريكي إلي تعزيز أمن وسائل النقل الجوي. ومن المنتظر أن يعلن الرئيس الأمريكي خلال ساعات قائمة بالإصلاحات الأولية لهذه الأجهزة لتعزيز قدراتها في مكافحة الإرهاب, مع توقعات بإصداره قرارات بإقالة بعض المسئولين الأمنيين. وكانت أمريكا قد بدأت اعتبارا من الأمس بتنفيذ الإجراءات الأمنية المشددة في مطاراتها وتشمل التركيز علي التفتيش الذاتي واستخدام تقنية المسح الضوئي علي المسافرين القادمين من أو عبر14 دولة مصنفة كدول مرتبطة بالأنشطة الإرهابية أو راعية لها, وكان الخبير الأمني الأمريكي إدوارد ألدن قد حذر من أن الإجراءات الجديدة قد لا تكون فعالة وقد تضر بأمريكا أكثر من أن تفيدها. وقال إن اعتماد نظام أمني علي أساس جنسية المشتبه بهم سيسهل علي تنظيم القاعدة اختراقه عبر تجنيد عناصر من جنسيات أخري, وكان عدد من الدول الواردة علي قائمة الدول ال14 ومن بينها كوبا ونيجيريا قد أعربوا عن اعتراضهم علي إدراجهم علي القائمة في الوقت نفسه, وأعلنت لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي اعتزامها عقد جلسة استماع حول مسار التحقيقات في اعتداء ديترويت الفاشل والنتائج التي انتهت له التحقيقات حتي الآن, وقررت لجان أخري في الكونجرس إجراء جلسات استماع مماثلة. وعلي الصعيد نفسه, وصلت عناصر من المباحث الفيدرالية الأمريكية إلي غانا لبدء تحقيقات حول الفترة التي قضاها عبدالمطلب هناك قبل سفره إلي نيجيريا, تمهيدا لبدء رحلته الأخيرة. وعلي هامش هذا الاستنفار الأمني, ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن أجهزة المخابرات الأمريكية كانت تخشي قيام مجموعة من الصوماليين بتفجير قنبلة في أثناء مراسم تنصيب الرئيس باراك أوباما في يناير من العام الماضي. ونقلت الصحيفة تصريحات لمسئولين في المخابرات كانت لديهم معلومات حول استعداد مجموعة من الصوماليين القادمين من كندا لتفجير قنبلة في أثناء احتفال التنصيب بمبني الكابيتول. وأشارت الصحيفة إلي أن البيت الأبيض قرر في إجراء احترازي أن يتخلف وزير الدفاع روبرت جيتس عن حفل التنصيب, بل كان في مكان آمن لم يكشف عنه, وذلك ليتولي شئون البلاد في حالة اغتيال أوباما ونائبه, كما تم رفع حالة التأهب بعد72 ساعة علي إعلانها, بحسب الصحيفة. في الوقت نفسه, ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية ال بي بي سي أن عشرة سجناء سابقين في جوانتانامو عادوا إلي صفوف تنظيم القاعدة للمشاركة في القتال الدائر في اليمن.