بعد رحلة بحث ذهبنا لمقابلة د. محمد البلتاجي النائب بمجلس الشعب والعائد من رحلة المعاناة من علي ظهر قافلة الحرية ومعه زميله الدكتور حازم فاروق. وقام الدكتور محمد برواية ما حدث مع قافلة الحرية من الجانب الإسرائيلي قائلا, منذ مساء الأحد الماضي في حوالي الساعة العاشرة والنصف مساء. شاهدنا زوارق تقوم بالالتفاف حول السفينة من بعيد وبعدها قام كل من علي السفينة إلي الصلاة والدعاء حتي نصل بالمساعدات إلي أهالي غزة, وكان المطران كامبوتشي مطران القدس الذي أبعد منذ31 عاما يقول: أريد أن أكحل عيني برؤية القدس قبل وفاتي, وكنا جميعا مسلمين ومسيحيين مصممين علي كسر الحصار المفروض علي غزة, وبعدها وأثناء قيامنا بصلاة الفجر علي ظهر السفينة شاهدنا الطائرات الإسرائيلية تقترب منا وأنهينا الصلاة سريعا ولم نصب بالفزع وهو ما استفز الاسرائيلين, وقاموا بعمل إنزال علي السفينة, وكان واضحا من الصهاينة ان أي شخص امامهم لا يرفع يده فهو محل تهديد, وعندما لم يستسلم آحد,استفز ذلك الصهاينة وقاموا باطلاق النار علينا وجروا ناحيتنا وقمنا بالإمساك بثلاثة من الذين نزلوا في وسط السفينة ولم يصابوا بأي أذي وبعدها نزل15 جنديا صهيونيا وقاموا بإطلاق النار علينا قبل نزولهم من الطائرة. وكان الرصاص علي بعد متر واحد فقط مني وبعدها قمنا سريعا بأخذ الجرحي وإسعافهم. وأضاف: كان هدفنا كسر الحصار عن غزة وكنا متوقعين حصار السفينة وليس إطلاق الرصاص علينا, وسيطروا علي السفينة من صلاة الفجر وحتي الساعة التاسعة صباحا, وبعدها قاموا بتقييد كل من علي ظهر السفينة من رجال ونساء وجرحي, وجاءت قوات أخري وسيطروا علي السفينة بالكامل وجمعوا كل من علي السفينة وابقونا4 ساعات علي ظهرها وفتشوا جميع الحقائب واعادونا مرة أخري إلي المقاعد لمدة خمس ساعات حتي وصلنا إلي ميناء أشدود واستولوا علي سفن البضائع بالكامل التي تقدر ب10 ملايين دولار بالإضافة إلي700 راكب علي سفينة مرمرة. وواصل البلتاجي: أكثر ما أحزنني عندما كنت بين الشهداء مشهد زوجة تركية وهي تفقد زوجها وهي جالسة بجواره وقال لها أحد الركاب لا تبكيه فقالت' الدموع تنزل غصبا عني, إني لا أبكيه ولكني أهديته إلي غزة', وتم التحقيق معي من اثنتين من المجندات اليهود, وسئالتني: انت تعرف ان هذه أرض إسرائيلية فلماذا جئت؟. فقلت: لها اني لم آت إلي اشدود ولكنكم أحضرتمونا إلي هنا, وسئالتني:لماذا ركبت سفينة ذاهبة إلي أرض إسرائيلية؟ فرفضت الاجابة وقلت ليس من حقك سؤالي. ورفضت التوقيع أنا وزميلي د. حازم فاروق, علي أي تعهدات بشأن عدم العودة إلي هذا الفعل. وقال النائب: سألني جندي إسرائيلي, أنت نائب في البرلمان, فقلت له نعم فقال أنتم تكرهون الإسرائيليين اليهود, فقلت له نحن لا نعادي اليهود بسبب الخلاف في الدين, ولكننا نكره الصهاينة بسبب اعتدائكم علي الأراضي الفلسطينية, والتحقيق لم يكتمل, وكان واضحا تدخل القنصل المصري,لأنهم أنهوا إجراءاتنا بشكل سريع جدا, وكان في انتظارنا خارج الميناء. وقام بإيصالي أنا وزميلي حازم إلي منفذ طابا. .. أما الدكتور حازم فاروق فقد أعياه السفر واستسلم للنوم بعض الوقت, إلا أن ابنته الكبري ياسمين وهي واحدة من أربعة أبناء أصغرهم عادل عمره عامان, تجرعت مرارة انتظار عودة أبيها بسلام, وتروي ياسمين أوجاع الانتظار مؤكدة أن والدها عاد بروح معنوية مرتفعة وأخذ يمزح قائلا: سأروي لكم ما حدث لنا بطريقة الأفلام الأمريكية عما تعرضنا له من وحشية.