مشاكل مواطنيها تصل إلي حد المأساة, فهي تفتقر إلي أبسط الخدمات التي يمكن أن توفرها لهم من صحة وتعليم وصرف صحي وإنارة. إنها الحلة إحدي قري محافظة الأقصر التابعة لمركز إسنا والتي لاتعرف التنمية أو التطوير إليها طريقا.محمد سليمان أحد مواطني القرية يقول منذ4 أشهر تم البدء في مشروع الصرف الصحي للقرية وبالفعل تم حفر الشوارع ووضع المواسير ثم قاموا بردم الحفر بالخشب دون أن يكتمل المشروع الذي طالما حلمنا به وانتظرناه كثيرا. وأكد أن الوضع أصبح في منتهي الخطورة ويهدد صحة المواطنين بالأمراض وذلك بسبب استخدام بيارات الصرف الصحي بالمنازل والتي تفوح منها روائح كريهة تكتم الأنفاس خاصة الأطفال. ويؤكد أحمد حسين علي غرق الشوارع في مياه الصرف الصحي لذلك نلجأ إلي تأجير عربات لكسح الشوارع علي نفقتنا الخاصة لأننا لانستطيع السير في الشوارع بالاضافة إلي عدم قدرة سيارات المطافي علي دخول القرية. ويشكو محمد عويضة من عدم وجود سيارات اسعاف بالقرية بالاضافة إلي وجود وحدة صحية واحدة لاتؤدي دورها المطلوب نتيجة لعدم توافر الأجهزة والمعدات الطبية المطلوبة وعدم وجود الأدوية اللازمة للتعامل مع الحالات الطارئة, بالإضافة إلي قلة عدد الأطباء خاصة في الفترة المسائية لذلك يعتمد الأهالي علي مستشفي إسنا والتي تبعد عن القرية حوالي6 كيلو أو مستشفي الأقصر العام وهي تبعد50 كيلو. ويشير ناصر عاشور إلي وجود مشاكل تعليمية بالقرية متمثلة في عدم وجود مدرسة ثانوية وذلك لأن المدرسة الوحيدة( الحلة الثانوية) التي وكانت موجودة بالقرية تم ازالتها منذ5 سنوات ولم يتم بناؤها مرة أخري وتم نقل الطلاب إلي مدرسة عمار بن ياسر الابتدائية بقرية الحليلة, موضحا أنه كانت هناك خطة لبناء معهد أزهري بقرية الحليلة, وبالفعل تم تسويره ولكن لم يكتمل بناؤه حتي الآن إلا أنه تم استخدامه حظيرة لتربية الجمال والحيوانات. حتي الانارة توزع وفقا للمحسوبيات هكذا بدأ مصطفي حسين كلامه مؤكدا أن كشافات الانارة موزعة أمام منازل أعضاء المحليات وأقاربهم فقط اما نحن فنعيش في ظلام دامس فمع آذان المغرب لانستطيع الخروج من منازلنا. ويشير علي سليمان إلي قطع المياه بصفة مستمرة وذلك بسبب تهالك المواسير وشبكة الصرف التي تعمل منذ أكثر من20 عام دون احلال أو تجديد, مؤكدا أنه رغم تركيب محطة مرشح مياه جديدة إلا أنها تعمل ساعتين متواصلتين وذلك لأن المواتير الجديدة قوية وتضخ المياه بسرعة والمواسير لاتستطيع تحمل ضخ المياه بقوة. ويبقي السؤال.. إلي متي يظل المسئولون في غفلة عن هؤلاء البسطاء الذين تعالت صرخاتهم لعلها تصل إلي من يهمه الأمر لانقاذهم من المرض واللامبالاة؟.