طموحه يتميز بالإصرار, وخطواته ترتبط بالتأني, وموهبته تحمل الأصالة, وصوته مفطور علي الطرب الشرقي, وعيناه تتطلعان إلي المستقبل بثقة وأمل, وأعماله القليلة التي قدمها حتي الآن تبشر بمستقبل واعد. إنه المطرب الشاب' محمد محسن' الذي بدأ نجمه في الصعود التدريجي مع ثورة25 يناير, وبعد عامين من الثورة هاهو الآن يحصد علامات النجاح المتلاحق, آخرها كان فوزه معنا في استفتاء نجوم العام كأحسن مطرب شاب, وقبلها فوزه بالمركز الثاني في' مهرجان تايكي بالأردن' عن ألبومه الأول' اللف في شوارعك', كما وقع اختيار دار الأوبرا المصرية ليكون صوت الثورة عبر مسرحها وخلال أيام سيقدم حفله المؤجل بمناسبة العيد الثاني للثورة, وعلي الرغم من أنه يقف علي أولي درجات السلم الفني إلا أنه يحمل الكثير من الأحلام, ويسعي بكل جهده لتحقيقها, مؤمنا بأن سلاح الفنان في معركته لإثبات نفسه ونيل ثقة الجمهور هو موهبته وثقافته. محمد حقق ألبومك الأول' اللف في شوارعك' نجاحا كبيرا علي المستويين الفني والجماهيري, وبحكم أن هذا أول حوار لك في الأهرام يهمنا معرفة كيف كانت البداية؟ البداية كانت في الطفولة حيث كان أهلي يحبون الاستماع إلي المشايخ الكبار مثل' محمد رفعت, مصطفي إسماعيل, علي محمود' وغيرهم, ومن كثرة سماعي وحبي إلي هؤلاء المشايخ الثلاثة تحديدا طوال سنوات الطفولة كنت أقلدهم, واكتشفت فيما بعد أن أذناي تربت تربية صحيحة بسبب الاستماع إلي هؤلاء العمالقة الذين لم يجود الزمان بمثل أصواتهم حتي الآن, كما أن مخارج الحروف والنطق عندي أصبحت سليمة وصحيحة بسبب هؤلاء المشايخ من من المطربين كنت حريصا علي سماعهم إلي جوار شيوخ القرآن وتأثرت بهم في طفولتك؟ هل تصدق أنني لم أستمع إلي أي مطرب في حياتي حتي وصلت للجامعة ودخلت كلية الهندسة؟!, وفي أحد الأيام كنت أركب تاكسي واستمعت بالمصادفة إلي أغنية' والله تستاهل يا قلبي' للعظيم سيد درويش بصوت إيمان البحر درويش, فعشقت هذه الأغنية, ومن حبي في هذه الأغنية بحثت عنها حتي وجدتها بأصوات عدد كبير من المطربين منهم بالطبع سيد درويش, وسيد مكاوي, وزكريا أحمد, وإسماعيل شبانه, وحفظتها من' سيد مكاوي وسيد درويش' تحديدا, وعندما أقيمت مسابقة أصوات في كلية الهندسة تقدمت بهذه الأغنية, وحصلت علي المركز الأول,وفي العام التالي حدث نفس الشيء, وتكرر نفس الأمر علي مستوي جامعات مصر, وطلب مني رئيس جامعة القاهرة بعد فوزي بالمركز الأول علي مستوي جامعات مصر الانضمام إلي كورال الجامعة, لكن المايسترو المسئول عن الفرقة لم يكن يحبني, ولم يكن يجعلني أغني منفردا صولو, وكان يسمح لأصوات أقل مني بالغناء, وبسبب هذا المايسترو أخرجت موضوع الغناء من ذهني, وتفرغت لدراستي في كلية الهندسة. وكيف جاءت مشاركتك مع المايسترو الراحل' عصمت عباس' في فرقة القاهرة للتراث؟ في أحد الأيام كنت أسير بجوار دار الأوبرا المصرية, فدخلت لاستمع إلي بعض الحفلات الموجودة في المكتبة الموسيقية, فوقعت عيناي علي المايسترو' عصمت عباس' وهو يجري بروفة لفرقة القاهرة للتراث, فطلبت منه الجلوس معهم والاستماع إليهم فوافق, وبعد انتهائهم من البروفة تقدمت منه وطلبت منه سماع صوتي, وغنيت له قصيدة' مضناك' للموسيقار محمد عبدالوهاب فأعجب جدا بصوتي, وسألني عن دراستي فقلت له إني طالب في كلية الهندسة,فطلب مني الانضمام إلي فرقته وحضور البروفات يومي الأحد والأربعاء, وبعد حضوري البروفات عدة مرات وجدته يطلب مني الاستعداد لغناء قصيدة' مضناك' بمناسبة ذكري وفاة عبدالوهاب, وبالفعل غنيت هذه القصيدة في معهد الموسيقي العربية ونالت نجاحا كبيرا, وبعد ثلاثة أيام من هذا الحفل توفي المايسترو عصمت عباس فأصيبت بالاكتئاب جدا, وقررت ترك الغناء نهائيا, لكن بعد فترة بسيطة قرأت إعلانا عن مسابقة بعنوان' مهرجان الطرب' بساقية الصاوي فاشتركت وحصلت علي المركز الثاني, وبعد هذا بدأت أهتم بموضوع الغناء علي حساب دراستي, خاصة بعد أن كونت فرقة وأطلقت عليها' تخت شرقي' تتألف من مجموعة من الموسقيين العرب الذين يدرسون الموسيقي في بيت العود,وبدأت أغني في الأماكن والتجمعات التي تقدم فنونا مستقلة مثل' روابط والجنينة والمراكز التابعة لصندوق التنمية الثقافية' ووجدتها فرصة لاكتساب الخبرة والشهرة والتعرف علي الوسط الفني, وظلت هذه الفرقة تقدم عروضها حتي قامت ثورة25 يناير2011, وطلبت السفارات العربية من الزملاء الموسيقيين مغادرة مصر خوفا علي حياتهم. ماذا فعلت بعد ذلك؟ نظرا لشغفي بالعمل السياسي واهتمامي بأنشطة حقوق الإنسان وصداقتي لعدد كبير من اليساريين الذين ينتمون إلي أحزاب مختلفة نزلت ميدان التحرير من أول يوم أطالب بالتغيير, وعندما تم بناء' ستيدج' أو مسرح في قلب الميدان وقفت عليه وبدأت أغني كل الأغنيات الوطنية التي أعرفها. أثناء الثورة اشتركت في مسرحية' حكايات الناس في ثورة19' ماهي ظروف مشاركتك في هذه المسرحية؟ نظرا لتواجدي الدائم في ميدان التحرير وأدائي للأغنيات الوطنية سواء لسيد درويش أو الشيخ إمام بدأت موهبتي تلفت نظر المتخصصين والإعلاميين فظهرت في عدد من برامج' التوك شو' مثل الأساتذة' إبراهيم عيسي, يسري فوده, دينا عبدالرحمن', ونظرا لعدم وجود أغان خاصة بي كنت أغني للشيخ إمام وسيد درويش, وفي هذه الفترة فوجئت بتليفون من أحمد إسماعيل مخرج مسرحية' حكايات الناس في ثورة19', يطلب مني الاشتراك في بطولة المسرحية وأعجبتني الفكرة خاصة أن المسرحية ستكون مليئة بأغان للشيخ سيد درويش, فضلا عن أغان خاصة بي فوافقت علي الفور ونالت المسرحية نجاحا كبيرا, بعدها اتصل بي المخرج' سعد هنداوي' وطلب مني الاشتراك معه في بطولة مسلسل' زي الورد' وقدمت من خلاله مجموعة من الأغنيات الرومانسية ومن الفلوس التي أخذتها من المسرحية والمسلسل بدأت أشتغل علي أغنيات ألبومي الأول. هل أفادتك التجارب القليلة التي قدمتها في التمثيل حتي الآن في الغناء؟ بالتأكيد أفادتني حيث أكسبتني الجرأة, والانضباط في المواعيد, والتعرف علي الناس أكثر, خاصة تجربة التمثيل علي خشبة المسرح. وما الذي تريد تقديمه من الغناء بصفة عامة؟ الغناء حاليا هو كل حياتي, وأتمني من خلال ما أقدمه أن أكون إضافة للغناء, ولا أمر مرور الكرام, وحلمي أن أضيف إلي رصيد الغناء, وأكون صوت الناس في كل أرجاء مصر, وأعبر عن أفراحهم وأوجاعهم,, وأقدم حفلات في كل محافظات مصر بأسعار بسيطة. من المطرب الذي تحرص علي الاستماع إليه حاليا؟ أم كلثوم, والشيخ مصطفي إسماعيل, وأعشق إحساس أنغام وعلي الحجار فقط.