بطانه الرحم المهاجرة هو مرض مزمن يصيب السيدات نتيجة هجرة جزء من أنسجة وغدد جدار الرحم خارج تجويف الرحم, ويتجه هذا النسيج الغريب عادة إلي داخل بريتون الحوض. لكنه أحيانا ما يصيب جدار البطن والرئتين, بل في حالات نادرة يصيب المخ. ويسبب المرض آلاما في الحوض وأثناء الجماع والتصاقات بالحوض قد تؤدي إلي العقم, وهو يصيب حوالي10% من السيدات إلإ أن النسبة ترتفع إلي حوالي50% بين النساء اللاتي يعانين العقم وآلام الحوض. هناك العديد من النظريات المطروحة عن أسباب بطانة الرحم المهاجرة, وإلي الآن ما زال السبب الرئيسي للمرض غير معروف.إحدي النظريات تشير إلي حدوثه بسبب ارتجاع دم الدورة الشهرية من خلال أنابيب فالوب إلي خارج تجويف الرحم في حين تشير نظرية أخري أن المرض يحدث عن طريق الانتشار عبر الدورة الدموية أو اللميفاوية إلا أن وجود المرض في أماكن بعيدة جدا عن منطقة الحوض وجه العلماء نحو البحث عن نظريات أخري مثل النظرية المناعية أو حدوث خلل وظيفي في الخلايا الجذعية. وحديثا توصلت دراسة بالمركز القومي للبحوث إلي وجود عامل محفز لمرض بطانة الرحم المهاجرة في دم السيدات المصابات به مما يقدم تفسيرا جديدا لسبب حدوث المرض و بالتالي وضع خطط جديده لعلاجه. شملت الدراسة التي قام بها الفريق البحثي المكون من الدكاترة اسامة عزمي, وائل الجرف, خالد رشيد, مراد عبد الخالق الأساتذة بقسم النساء والتوليد بالمركز أربعين مريضة بالعقم خضعن لجراحة منظار البطن التشخيصي وتم تشخيص مرض بطانة الرحم المهاجرة في50% منهن وصنفن كمجموعه دراسة. اما النصف الآخر لم يشخص فيهم المرض واستخدموا كمجموعة تحكم. ثم تم سحب5 مل من دم المرضي وتم تحضير مزرعة للخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري البشري بعد إقرار بالموافقة من الأمهات المشاركات في البحث وفق توجيهات لجنة أخلاقيات البحث العلمي بالمركز القومي للبحوث. وتم استخراج الخلايا الجذعية من ذلك الدم و إعداد مزرعة لها, ثم أضيف دم المرضي من مجموعتي الدراسة والتحكم لمزرعة الخلايا الجذعية وفحص الخلايا إسبوعيا لمده4 أسابيع تحت المجهر. وتبين من الدراسة كما يوضح الدكتور أسامة عزمي أن دم السيدات المصابات بمرض بطانة الرحم المهاجرة يحتوي علي عامل ما أحدث تحورا في الخلايا الجذعية اللتي اضيف إلي مزرعتها دم السيدات المصابات بهذا المرض إلي خلايا مشابهة لخلايا وغدد جدار الرحم. وكان هذا التحور أسرع حدوثا في الحالات المتوسطه والشديدة,. وقد أحدث هذا التحور تحولا في الخلايا الجذعية المغزلية الشكل أساسا إلي خلايا عمودية وأخري مكعبة مشابهه لخلايا وغدد جدار الرحم. وأنتجت الخلايا الجذعية المتحورة دلالات لتحورها إلي خلايا جدار الرحم متمثلة في بروتين جين الأنيكسين-1 الذي تم إثبات وجوده في الخلايا الجذعية المزروعة مع دم السيدات المصابات بالمرض, بينما لم يوجد هذا البروتين في الخلايا المزروعة مع دم السيدات من مجموعة التحكم.