قبيل ساعات من المسيرات والاعتصامات التي دعت إليها بعض القوي الثورية والسياسية في الذكري الثانية لتنحي الرئيس السابق اليوم, بدأ المعتصمون بميدان التحرير في اتخاذ إجراءات تصعيدية للضغط من أجل تنفيذ مطالبهم. وأغلقوا مجمع التحرير أمس, ومنعوا الموظفين والمواطنين من الدخول. وقد رفع المعتصمون لافتة علي أحد الأبواب, مكتوبا عليها( المجمع مغلق بأمر الثوار), وأكدوا أنهم لن يقوموا بفتحه إلا بعد إقالة وزير الداخلية والنائب العام, والقصاص لشهداء أحداث العنف الأخيرة, وتشكيل حكومة إنقاذ وطني, وإعادة صياغة المواد الخلافية بالدستور. وهدد المعتصمون بوقف العمل في المنشآت الحيوية بوسط القاهرة, وعلي رأسها تعطيل مترو الأنفاق خلال ساعات, إذا لم يتم تنفيذ مطالب المعتصمين بالتحرير منذ أكثر من شهرين. جاء ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه رئاسة الجمهورية أن الرئيس محمد مرسي استمع لمبادرة حزب النور, التي تستهدف الخروج من الأزمة الحالية, وأبدي استعداده لإضافة المبادرة إلي جدول أعمال الجلسة المقبلة للحوار الوطني, وهو ما أكده حزب النور في بيان مقتضب أمس, موضحا أن الحزب سيستكمل اتصالاته مع جميع القوي السياسية في هذا الشأن. وصرح المهندس جلال مرة أمين عام الحزب بأن المبادرة ستؤدي إلي حقن الدماء, وإخراج البلاد من دائرة العنف للوصول إلي حالة استقرار سياسي تهيئ لانتخابات برلمانية يرضي بنتائجها الجميع. من ناحية أخري, أعلنت القوي السياسية عن خريطة المسيرات التي ستقوم بها اليوم في ذكري التنحي, حيث ينظم شباب جبهة الإنقاذ أربع مسيرات إلي ميدان التحرير الأولي من السيدة زينب تحت شعار العيش, والثانية من مسجد الفتح باسم الكرامة الإنسانية, والثالثة من مصطفي محمود تحت شعار الحرية, والرابعة من دوران شبرا باسم العدالة الاجتماعية. بينما تشارك حركة6 إبريل مع بعض القوي الثورية في مسيرتين, من رابعة العدوية ومسجد النور, إلي قصر الاتحادية. كما قررت الحركة تنظيم وقفة احتجاجية صباح اليوم أمام مكتب النائب العام, للمطالبة بالقصاص لعضو الحركة الشهيد جابر صلاح الشهير ب جيكا, مستنكرة الضغط المستمر من بعض الجهات من أجل إغلاق القضية وحفظها. في حين دعا تحالف ثوار مصر, واتحاد شباب الثورة إلي وقفة سلمية في الخامسة مساء أمام مبني الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو, من جانبه, أكد عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة أن كل محاولات إسقاط أو تعديل الدستور, أو إلغاء الاستحقاقات الدستورية وتأجيلها ستبوء بفشل ذريع. وقال: إن الأفضل لمن يريد المشاركة في السلطة أن يستعد لنيل ثقة الشعب من خلال الانتخابات المقبلة, داعيا إلي ميثاق شرف انتخابي يضعنا في مصاف الدول الديمقراطية.