تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال, يقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين مدينة نابلس كبري مدن الضفة الغربية كل أسبوع, بحجة الصلاة فيما يعرف بقبر يوسف, والذي تحول إلي مسمار جحا لتبرير اقتحام المدينة بشكل متكرر . حيث يزعم المستوطنون أن قبر يوسف يعود لنبي الله يوسف عليه السلام, وهو ما يدحضه خبراء الآثار الذين يؤكدون أن البناء المحيط بالقبر لا يزيد عمره عن بضع مئات من السنين, ويعود هذا القبر إلي صاحبه الشيخ يوسف الدويكات, الذي عاش في نابلس قبل عام1850, وقد بني حول القبر مسجد صغير, وسجل كوقف إسلامي. وفي كل مرة, يقتحم المستوطنون وقوات الاحتلال مدينة نابلس في ساعة متأخرة من الليل ويستمر وجودهم حتي ساعات الصباح الأولي, وتدور خلال تلك الساعات اشتباكات ومواجهات عنيفة في محيط القبر الذي يقع بين شارع القدس وشارع عمان ومخيم بلاطة, بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي لا تتورع عن إطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المنازل في المنطقة. صورة البئر الذي ألقي فيه سيدنا يوسف عليه السلام وكانت قوات الاحتلال قد وضعت يدها علي قبر يوسف بعد احتلال نابلس في حرب يونيو عام1967, وأصبح القبر منذ ذلك التاريخ وجهة للمستوطنين للصلاة وأداء الطقوس التلمودية فيه, برغم كونه أثرا إسلاميا مسجلا لدي دائرة الأوقاف الإسلامية, وفي عام1986 أعلن الاحتلال عن إقامة مدرسة دينية يهودية لتدريس التوراة فيه, وفي سنة1990 تحول الضريح إلي نقطة استيطانية, وتفجرت الأوضاع فيه خلال ما عرف بهبة النفق عام1996, والتي أسفرت عن مصرع سبعة جنود اسرائيليين في المكان, ومع انطلاق انتفاضة الأقصي كانت منطقة القبر بؤرة ساخنة للمواجهات, التي قتل فيها أحد الجنود الصهاينة واستشهد ستة فلسطينيين وأصيب العشرات. وكانت حادثة إطلاق نار تعرض لها المستوطنون قرب قبر يوسف في( أبريل) عام2011, قتل فيها أحد المستوطنين وأصيب خمسة آخرون, قد فرضت علي قوات الاحتلال اتخاذ إجراءات احتياطية منعت بموجبها المستوطنين من اقتحام قبر يوسف إلا بحراسة مشددة من قوات الاحتلال وفي أوقات محددة, بعد أن كان اقتحامهم للمكان في السابق يتم بشكل عشوائي. وبرغم وجود قبر يوسف في منطقة مكتظة بالسكان الفلسطينيين, إلا أن المستوطنين يصرون علي تنظيم زيارات منتظمة كحجة لإيجاد موطئ قدم لهم في مدينة نابلس, علي أمل إقامة بؤرة استيطانية علي غرار مستوطنة كريات أربع في وسط مدينة الخليل التي يتحجج اليهود أيضا بوجود قبر السيدة سارة والدة النبي يعقوب فيه. ومسجد بلال بن رباح( قبة راحيل) في بيت لحم, وغيرها.