لمحته في ساعة صباحية, يجلس القرفصاء علي الرصيف, أفرد لفافة وأخرج منها قرصين طعمية, ثم سحب الخبز من تحت باطه,' أربعة أرغفة. وقفت أرمقه من بعيد بنظرة تساؤل, كيف سيتغلب علي هذه المعادلة؟ قرصين طعمية أمام أربعة أرغفة؟, فتح الرغيف الأول ثم أدخل فيه رغيفا ثانيا ثم حشر قرص طعمية, يعني سندويتش عيش بالعيش وطعمياية, أكل وحمد ربه, وأمسك بالقدوم والشاكوش ووضعهما أمامه, منتظرا رزق يوم جديد, أي أن هذا المواطن البسيط يتناول,12 رغيفا في اليوم, ليسيطر علي المعدة ويوقف صراخها وقت الجوع, وهو حال قطاع عريض من المجتمع, يعيش علي أقل القليل, رغم أن الخبز وحده لا يكفي. فكيف سيكون الحال عندما تأخذ الحكومة باقتراح وزير التموين بتخصيص3 أرغفة فقط للمواطن يوميا, وكأن البسطاء يتمتعون بموائد طعام تزدحم بما لذ وطاب, مما يغنيهم عن رغيف العيش, اتذكر في احدي خطب حسني مبارك, وحديثه عن استيراد القمح الذي يستنزف رقم ضخم من الدعم ومن العملة الصعبة, وأرجع ذلك إلي ان الشعب المصري, أكثر شعوب العالم استهلاكا للخبز, وطالب الناس بخفض الاستهلاك, فبدا مبارك مفصولا عن الواقع, وعلق وقتها الكاتب الراحل أحمد بهاءالدين في عموده( يوميات) أن المواطن يكثر من تناول الخبز, لأنه يفتقر للضروريات الأخري من الغذاء. قرأت خبرا, بأن البرازيل قررت صرف علاوة25 دولارا شهريا ينفقها الموظفون علي( الذهاب للسينما أو زيارة معارض ومتاحف أو يشتري كتبا ومجلات), وقالت وزيرة الثقافة مارتا سوبليسي,' أنه بعد برنامج استئصال الفقر, استحدثنا الآن غذاء العقل, فلماذا لا نوفر الثقافة لأفقر الفقراء؟'. يحدث ذلك في دولة نامية, نجحت في الارتقاء باقتصادها ومواطنيها, بينما نحن ملخومون في المساومة علي لقمة عيش حاف. المزيد من أعمدة سمير شحاته