أكد حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق ومؤسس التيار الشعبي المصري أن الشعب المصري أمامه الآن خيارين لاستكمال ثورته أولهما عن طريق صناديق الانتخابات لاختيار من يمثله في مجلس النواب القادم. بشرط أن تتوافر الضمانات اللازمة للنزاهة هذه الانتخابات وأهمها الإدارة المحايدة للعملية الانتخابية والإشراف القضائي الكامل وثانيهما الطريق الثوري من خلال ضغط الجماهير على السلطة الحالية للاستجابة لمطالب الثورة. وحذر صباحي خلال لقائه مبعوث وزير الخارجية الروسي للشرق سيرجى فيرشنين من إغلاق الطريق الديمقراطي أمام الشعب في اختيار من يمثله، مؤكدا أن الجماهير ستلجأ في هذه الحالة إلى الشارع لتحقيق مطالب ثورة 25 يناير. وأكد أن القوى الوطنية لا ترفض الحوار مع مؤسسة الرئاسة شريطة أن يكون هناك جدول أعمال واضح وجاد لهذا الحوار يلتزم الطرفان بنتائجه للخروج بحلول عاجلة للازمات التي تعانى منها مصر حاليا وإنهاء حالة الانقسام الحادة التي تهدد استقرار البلاد . واضح أن القوى الوطنية هي التي طلبت الحوار حول تحقيق أهداف ثورة 25 يناير بعقد مؤتمر للعدالة الاجتماعية تطرح فيه كل الأطراف رؤيتها للخروج من المأزق الحالي، مشيرا إلى أن الفلسفة الاقتصادية لنظام حكم الإخوان لم تتغير عن الطريقة التي كان يدير بها الحزب الوطني اقتصاد البلاد . وأكد أن السلطة الحالية لم تستطع تحقيق مطالب ثورة يناير ولن تستطيع تحقيق أهم أهدافها وهو العدالة الاجتماعية والتي لا تؤمن بها في أدبياتها، لافتا إلى أن الطريق إلى تحقيق العدالة الاجتماعية هي التنمية الشاملة التي تعتمد على الموارد الداخلية للدولة المصرية . وشدد صباحي على ضرورة الحاجة لمعالجة سريعة بخطط قصيرة الأجل لمواجهة الفقر وتحسين أوضاع الفقراء لاسيما مع انخفاض قيمة الجنية أمام العملات الأجنبية والارتفاع المضطرد لأسعار السلع الأساسية . وحول رؤيته للقضية الفلسطينية قال صباحي انه يعتبر فلسطين قضية كل مصري، لافتا إلى الضعف الذي يحيط بالموقف الفلسطيني بسبب ضعف النظم العربية وخروج مصر من قيادتها لمحيطها العربي والإقليمي وتحول الدور المصري إلى مجرد تابع للإدارة الأمريكية وموالى للكيان الصهيوني في النظام السابق . وأكد أن فلسطين تحتاج إلى دعم حقيقي لرفع كافة أشكال الحصار عن الشعب الفلسطيني وضرورة الإسراع بإتمام المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس والتصدي لعمليات الاستيطان المستمرة والتهويد المنظم للقدس، مشيرا إلى أن ذلك يحتاج إلى ظهير دولى قوى يقف فى وجه المشروع الامريكى الصهيونى فى مواجهة نظم عربية عاجزة . وعن الشان السورى قال صباحى ان نظام الاسد فقد شرعيته بسبب اراقة الدماء المستمرة هناك، معربا عن ثقته في قدرة الشعب السورى على الخروج بحل للازمة الحالية التى يدفع ثمنها منفردا والوصول الى حقه فى دولة وطنية ديمقراطية حديثة. واضاف صباحى ان الطرفين فى سوريا اختارت الحل العسكرى داعيا الى الوقف الفورى لكافة اشكال العنف والبدء فى حوار سياسي وطنى والتمهيد لمرحلة انتقالية سريعة معربا عن امله فى ان يتبلور طرف وطنى يعبر عن الشعب السورى بعيدا عن المعارضة المسلحة والنظام الديكتاتورى . وأكد صباحي أن ما يحدث في سوريا عبارة عن حرب إقليمية بالوكالة، مشيرا إلى دعم بعض الإطراف الدولية للمعارضة بالسلاح ودعم أطراف أخرى للنظام ، مشددا على أهمية الدور الروسي في إقناع الأسد بوقف العنف فورا والتصدي للمشروع الامريكى الصهيوني المتمثل في إرسال السلاح للمقاومة . ومن جانبه أعرب مبعوث وزير الخارجية الروسي للشرق الأوسط سيرجي فيرشينين عن تقديره لصباحي، مؤكدا على اهتمام روسيا على استمرار علاقات التعاون بين البلدين، مشددا على أهمية مصر في حفظ الاستقرار في المنطقة كدولة رائدة في دول الربيع العربي. وأشار فيرشنين إلى رغبة روسيا في إنشاء لجنة مشتركة بين الحكومة المصرية والحكومة الروسية للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني، مؤكدا أن هناك العديد من المشروعات الاستثمارية التي تنتوى روسيا إقامتها في مصر . وأكد بلاده تدعو لحل سياسي في سوريا استنادا إلى اتفاقية جنيف 2010، مشيرا إلى أن موسكو غير متمسكة بأشخاص بما فيهم بشار الأسد ولكنها تقف مع الخيار السوري السوري بعيدا عن التدخل الخارجي .