ملايين التونسيين كانوا علي موعد أمس مع الاحتفال بالذكري الثانية لثورتهم الرائدة التي اجتثت نظام بن علي, علي مدي23 سنة, هي فترة حكمه. ويأتي الاحتفال في ظل ظروف عاصفة تمر بها الشقيقة تونس, يسيطر فيها استقطاب سياسي متزايد, ومحاولات حثيثة لاستمرار الفوضي, وعدم تعظيم الإرادة الشعبية التي يجسدها صندوق الاقتراع. كما يأتي الاحتفال في ظروف اقتصادية تقتضي أن يتوحد التونسيون جميعا في مواجهتها, من أجل تحقيق أحد أهم مطالب ثورتهم العادلة, في إعادة توزيع الثروة, واسترداد أموال الشعب المنهوبة, وكفالة حياة كريمة لكل تونسي, وضمان حد أدني لمقومات معيشته. وفي الذكري الثانية لثورتهم يتطلع التونسيون أيضا إلي التخلص من الفقر والفساد والبطالة, وتحسين الأوضاع التنموية والاجتماعية, واستقرار الوضع الأمني, وتحقيق توافق سياسي أكبر, وسرعة كتابة الدستور, وتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية. وبرغم تلك التحديات, تبدو تونس قادرة علي تجاوز الصعاب, وصنع الأمل والإلهام, حتي إنها لم تتخل عن الاحتفال بيوم14 يناير, ولولا انشغالات الرئيس محمد مرسي, لشارك فيها بنفسه, استجابة لدعوة أخيه الرئيس منصف المرزوقي. وتقدم هذه الاحتفالات نموذجا للقوي السياسية بمصر, في ضرورة أن تودع خلافاتها, وأن تنحيها جانبا, وأن تتشارك الاحتفال بالذكري الثانية لثورة25 يناير, التي تحل بعد أيام, وهي مناسبة: تجمع ولا تفرق, وتقرب ولا تبعد, وتؤلف ولا تبغض.