يشهد مهرجان الخط العربي الذي تفتتح فعالياته يوم15 يناير الحالي ببيت السناري الأثري بحي السيدة زينب بالقاهرة, التابع لمكتبة الإسكندرية, بالاشتراك مع الجمعية المصرية للخط العربي, عرض صفحات فاكسميلي من مصاحف الأمصار التي وزعها الخليفة عثمان بن عفان بعد جمعه القرآن الكريم علي المدن الإسلامية. وقال د. خالد عزب, مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية, ان مركز الثقافة والفنون والحضارة الإسلامية باسطنبول قد بدأ منذ سنوات مشروعا لجمع مصاحف عثمان بن عفان ودراستها وطباعتها, وأن عرض صفحات من هذه المصاحف يعطي محبي الخط العربي وعشاق القرآن الكريم فرصة للتعرف علي أوائل المصاحف الإسلامية, وبدايات تطور الخط العربي. وقال إنه من أبرز المصاحف التي سيجري عرضها, مصحف طشقند, وهو المصحف المحفوظ الآن في مكتبة الإدارة الدينية في مدينة طشقند, ويعتقد الناس عموما هناك بأنه واحد من مصاحف سيدنا عثمان بن عفان, بل وشاع بينهم أنه النسخة التي كان يقرأ فيها عندما استشهد.ومصحف طوب قابي المحفوظ بمتحف( سراي طوبقابي في اسطنبول) الذي تمت كتابته علي يدي سيدنا عثمان نفسه.وكان محفوظا في القاهرة ومنذ زمن طويل قام محمد علي باشا والي مصر بإرساله هدية إلي السلطان محمود الثاني( ت1255 ه/1839 م) في(1226 ه/1811 م), واستقر الرأي علي حفظه في دائرة البردة الشريفة بردة النبي محمد صلي الله عليه وسلم داخل سراي طوبقابي. ولا يحتوي التعريف المشار إليه علي معلومات حول التاريخ الذي جاء فيه المصحف إلي القاهرة, وأي مكان وصلها. وبصرف النظر عن مسألة الصحة في المعلومات الواردة في المصادر حول أن عثمان بن عفان لم يكتب أيا من المصاحف فإن هذه النسخة ليست المصحف الإمام الخاص بعثمان بن عفان, كما أنها ليست أيضا واحدا من المصاحف التي أرسلها إلي الأمصار المختلفة. كما يعرض المهرجان مصحف متحف الآثار التركية والإسلامية باسطنبول, والذي تم نقله الي هذا المتحف من مكتبة آياصوفيا في30 مارس1330(12 أبريل1914 م), ولا يزال محفوظا إلي اليوم في ذلك المتحف تحت رقم457, ولا أحد يعلم شيئا عن تاريخ دخوله إلي مكتبة آياصوفيا ومن أين جاء. ومن أبرز نسخ القرآن الكريم والمصحف العثماني التي يمكن لزوار المعرض مشاهدتها, هو مصحف المشهد الحسيني, وهو واحد من النسخ الست التي أمر بكتابتها عثمان بن عفان, أربعة منها أرسلت إلي الأمصار, وبقي اثنان في المدينةالمنورة. وكان هذا المصحف محفوظا في خزانة الكتب الخاصة بالمدرسة الفاضلية التي أقامها في زمن الأيوبيين القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني العسقلاني( ت596 ه/1200 م), ثم جري نقله إلي القبة التي أمر بإنشائها سلطان المماليك أبو النصر الملك الأشرف قنصوة الغوري( ت922 ه/1516 م) والقائمة في مواجهة مدرسته الموجودة بالقرب من الاقباعيين في باب زويلة, وفي عام874 ه(1469 م) تم صنع جلد خاص لهذا المصحف. وفي النهاية جري نقله إلي المشهد الحسيني في سنة1305 ه(1887 م), وظل في داخله حتي سنة2006 م, إذ جري نقله إلي المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية من أجل ترميمه وإصلاحه. ويقع المصحف في1087 ورقة, وتختلف مقاساته بين57X57 في موضع, و57X68 في موضع آخر, ويبلغ سمكه40 سم, ووزنه80 كيلو جراما, وتحتوي الصفحة علي12 سطرا. وجاء في النص المذكور فوق جلد المصحف بالخط الكوفي البسيط أن مداد المصحف باللون الأسود في موضع, وباللون البني الداكن في موضع آخر. ويتبين أن لون المداد أسود, لكن مع مرور السنين فتح لونه وفقد بعض خواصه مما جعل بعض الأحرف تظهر وكأنها كتبت باللون البني. وجاء في النص السابق أيضا أن خط المصحف يرجع إلي القرن الهجري الأول( السابع الميلادي), ولا يتضمن علامات للشكل أو زينات, وأن الفواصل الموجودة بين السور قد جاءت علي شكل رسوم نباتية بألوان مختلفة.