أود أن أوجه تحية خاصة من القلب لفضيلة الشيخ محمد عبد الرحمن العريفي, خطيب جامع البواردي بالرياض, الذي أنصف في خطبة يوم الجمعة الماضية مصر والمصريين في ساعة كرب تعتصر بلادهم, شطرتهم الي نصفين وأشعلت الفتنة في صفوفهم, لتجئ خطبته من الرياض بردا وسلاما علي قلب كل مصري, تذكره بواجبه ومسئولياته تجاه مصر, أم البلاد وأم المجاهدين, كريمة التربة التي وصلت بركاتها الي العرب والعجم, وخاطت كسوة الكعبة لأكثر من ألف عام, وأعلي جل جلاله اسمها صريحا في أربعة مواقع من القرآن, ولم يصرح به في30 موقعا آخر تشريفا وتكريما لأم الحضارة وأم المهارة, التي أوجب الرسول الكريم نصرتها لأن أذية مصر من أعظم الرزايا. شكرا للشيخ العريفي علي خطابه إلي أهل مصر الذي يذكر المصريين وسط هذه الأزمة بأحسن ما فيهم, كي يفيقوا الي استنقاذ وطنهم وهم الذين أحرقوا العدوان الثلاثي, وحطموا خط بارليف, وكانوا خير أجناد الله في نصرتهم للإسلام يوم الفتح, ويستحلفهم بمقدسات وطنهم الذي يضم في أرضه الوادي المقدس طوي وطور سيناء حيث كلم الله موسي عليه السلام, والنيل المبارك الذي ينبع أصله من الجنة, والربوة الكبري التي أوي إليها المسيح عيسي عليه السلام وأمه مريم, يستحلفهم بكل ذلك ان يخرجوا من حالة الشقاق التي تغرقهم من أجل مصر, أرض الأنبياء التي دخلها الخليل إبراهيم شيخ الموحدين وعاش فيها مع زوجته هاجر المصرية, ام اسماعيل وجدة الرسول التي فجر الله ماء زمزم إكراما لها, وجعل سعيها بين الصفا والمروة من شعائر الحج والدين, كما دخلها يعقوب وأبناؤه, ويوسف وموسي وهارون, وعاش فيها الخضر وأيوب وأشعيا وارميا ويوشع ابن نون. شكرا للشيخ الجليل لأنه يطالب المسلمين بمساندة مصر ويذكرهم بفضائل بلد كريم وصل أثر علمائه إلي كل الدنيا, وكان بين أبطالها مغاوير ردوا الحملة الصليبية دفاعا عن الإسلام, كما كان بينهم عباد الرحمن الزهاد والأئمة الذين ضربوا المثال في التقوي وخشية الله, ودخلها أكثر من350 من صحابة الرسول سكنوا فيها أو دفنوا في ترابها او زاروها. شكرا أيها الشيخ الجليل لأن خطبتك يوم الجمعة الماضي جاءت في وقتها الصحيح بلسم شفاء مسح علي قلوب كل المصريين الذين تداولوا سماعها من أقصي الشمال إلي أقصي الجنوب, تذكرهم بأن وطنهم يستحق أفضل ما فيهم كي يظل قويا موحدا إلي يوم الدين. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد