المسرحية التي شاهدتها لك هذا الأسبوع لم أتوقف عند النص أو الإخراج أو الديكور أو التمثيل ولكن توقفت عند ماهو أهم بالنسبة لي ، وهو أن العرض هو أول مسرحية يقدمها القطاع الخاص منذ أكثر من ثلاث أعوام عندما توقف هذا القطاع تماما عن تقديم أي عمل له . وذلك لعدة أسباب منها أنه أي هذا القطاع يعتمد أساسا علي النجوم وللنجوم أسعار خاصة لاتتيح لأي منتج أن يدفع هذه الأسعار, ومن ثم يحقق في نفس الوقت أي مكسب مما جعل بعض المسارح توقف نشاطها. في هذا التوقيت أجد أن جلال الشرقاوي هو هنا المنتج أي صاحب أول فرقة وأول منتج يرفع الستار عن عرض خاص فيما يشير للمغامرة ولو أنني من جانبي أجد أنها حب شديد للمسرح ولفن المسرح الذي أنهي حياته في هذا المجال أستاذا ومخرجا وممثلا وأيضا منتجا. هذا ماتوقفت عنده وأنا أشاهد مسرحية الشرقاوي الجديدة الكوتش التي جمع لها عددا من نجوم الكوميديا منهم طلعت زكريا وإنتصار ووائل نور ورضا إدريس ومن الشباب الجدد إيناس بن علي وليلي قاسم وهنادي الي جانب عدد غير قليل من الممثلين المساعدين. ثاني مالفت نظري غير إفتتاح مسرحية قطاع خاص هو هذا الديكور البديع لأكثر من مشهد تتضمنته أحداث العرض. ديكور ثم الإنقاق عليه بسخاء ليقدم العمل في النهاية في الصورة المطلوبة وأيضا المقنعة للمتفرج المتلقي عدد من الرقصات لعاطف عوض أجد بها بعضا من التجديد في الحركات مع ملابس بنفس القدر الذي تكلف فيه الديكور. الموسيقي جعلتني أعود بالذاكرة للمسرح الخاص لجمال سلامة وبالذات موسيقي إفتتاح المسرحية. وإذا إنتقلت الي أهم عنصر في المسرحية وهو النص لصلاح متولي فأجده كما دأب منذ سنوات جلال الشرقاوي بالإهتمام بما يطلق عليه الكباريه السياسي وهو النص الذي كتبه مستعرضا في صورة كوميدية أحوال المواطن في بلدنا خاصة ذلك الذي لايستطيع تدبير الأموال اللازمة لإنشاء بيت والزواج وأسرة جديدة. أما الممثلين فكانوا في تقريبا جميعا مؤدين جيدين طلعت زكريا وإنتصار ووائل نور. الدور الذي آداه جلال الشرقاوي كقاضي كان كمن يقدم بقدمه الراسخة العمود الفقري للعرض خلال دقائق معدودة علي خشبة المسرح. في النهاية تحية لواحد من محبي المسرح الذي أفني حياته كما قلت من أجل هذا الفن