شهد عام2012 نصرا دوليا علي الساحة الفلسطينية, حيث حصل الفلسطينيون علي صفة دولة مراقب في الاممالمتحدة من خلال موافقة138 دولة علي الطلب الفلسطيني مقابل امتناع41 و رفض9 دول من بينها الولاياتالمتحدةالامريكية. وجاء هذا التطور المهم بعد عامين من توقف محادثات السلام مع اسرائيل, و رغم أن حصول فلسطين علي دولة مراقب لا يغير الواقع الا انه سيساهم في تحسين الوضع العام للشعب الفلسطيني و يطور وضعه الدولي كما انه ربما يقنع اسرائيل بأنها غير قادرة علي مواجهة العزلة طويلا و أن القضية الفلسطينية يجب أن يتم حلها وكرر الفلسطينيون- مرارا أن توجههم للأمم المتحدة لا يستهدف عزل إسرائيل أو نزع شرعيتها إنما لتثبيت حل الدولتين ومرجعية دولية لمفاوضات السلام التي يحل من خلالها كافة قضايا الوضع النهائي. غير أن إسرائيل التي رفضت بشدة التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة ردت علي نجاحه بإقرار سلسلة خطط استيطانية وحجز. أموال عائدات الضرائب الجمركية التي تشكل ثلث موازنة السلطة الفلسطينية ويعكس الجمود المستمر في عملية السلام نفسه في الشق الثاني من الأراضي الفلسطينية أي قطاع غزة الذي لايزال العنف يتصدر المشهد فيه في ظل العداء بين حركة حماس التي تدير القطاع منذ2007. وشهد القطاع جولات متتالية من العنف علي مدار العام الماضي كان أشدها عملية عامود السماء التي شنتها إسرائيل منتصف شهر نوفمبر و تكلفت هذه العملية مليارات الشواكل واستمرت ثمانية أيام و أسفرت جولة العنف الدامية عن مقتل أكثر من180 فلسطينيا وجرح آلاف آخرين بعد أن شنت إسرائيل أكثر من1500 غارة جوية, مقابل مقتل ستة إسرائيليين جراء إطلاق حماس وفصائل مسلحة أخري مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل وصل خمسة منها لأول مرة إلي تل أبيب والقدس. وأنهي اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية مصر بعد تدخلات إقليمية ودولية جولة العنف في قطاع غزة وتضمن إنهاء أشكال حصار إسرائيل للقطاع الأمر الذي اعتبرته حماس انتصارا لها. وخرجت حماس أكثر ثقة بنفسها بعد جولة العنف مع إسرائيل واحتفت لأول مرة منذ45 عاما بزيارة خالد مشعل رئيس مكتبها السياسي المقيم في المنفي للقطاع و التي استمرت عدة أيام ملقيا خطاب النصر. ويمهد وضع حماس الجديد إلي قبولها بشكل أكبر لدي الأطراف الدولية, لكنه يثير التساؤلات بشأن مدي جدية رغبتها في المصالحة مع حركة فتح لإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ العام.2007 والملاحظ انه عقب الخطوة الدولية لدولة فلسطين تسارعت بعض دول أوروبا في إدانة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية ما زاد من حدة غضب تل أبيب ودفعها الي دعوة الاتحاد الأوروبي بعدم التدخل حاليا في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين, وأن يتركز في المشاكل القائمة في أوروبا, وكانت زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وعدد من قادة الحركة في الخارج إلي غزة لأول مرة وسبقها زيارة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من الأحداث المهمة التي مر بها القطاع خلال العام.2012 ورغم الجهود المبذولة من أطراف عربية في مقدمتها مصر.. بقي ملف المصالحة الفلسطينية متعثرا إذ لم يشهد أي تطور ايجابي خلال العام2012 وسط تجاذبات طوال العام بين فتح وحماس وتبادل الاتهامات بينهما بالمسئولية عن هذا التعطيل والغريب في هذا الملف أن كلتا الحركتين تصران- باستمرار- علي إعلان استعدادهما التام للتطبيق. وتري حركة فتح أن إجراء الانتخابات طريق المرور لتطبيق بنود المصالحة التي وقعت بالقاهرة قبل أكثر من عام, في حين تؤكد حماس أن تشكيل الحكومة هي الخطوة الأولي. ويأمل الفلسطينيون أن يحققوا خلال عام2013 ما فشلوا فيه سابقا خاصة إنهاء الانقسام السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة, مؤكدين أن الاحتلال الذي يستولي علي أرضهم هو المستفيد الأول من ذلك.