جاءت من بعيد مسرعة تتوسل الضابط ان يتركها تمضي بعد أن إستوقفها أفراد الشرطة وهي تستقل سيارة أجرة بيضاء وتجلس بجوار السائق, وكانت الساعة وقتها قد أعلنت الواحدة بعد منتصف الليل. وبمجرد ان نظر لها أمين الشرطة المكلف بالتعرف علي هوية أصحاب السيارات المارة إنتابه الشك من ناحيتها بعد الإرتباك الشديد الذي أصابها عندما طلب منها الإطلاع علي بطاقتها الشخصة خاصة أن مظهرها العام لا يبشر بالخير علي الإطلاق, فهي ترتدي عباءة سوداء كادت تتمزق من شدة الضيق, ويعلو وجهها جميع ألوان الإغراء المتفق عليها, مما دفع أمين الشرطة أن يطلب من السائق الانتظار علي جانب الطريق للتحقق من هويتها.., فتبين بعد قليل أن هذه السيدة بالفعل سبق وأن إتهمت في قضية تحريض علي الفسق في الطريق العام, وفي انتظار حكم الإستئناف إما بالبراءة أو الإدانة.. هذا المشهد واحد من الحكايات التي شهدتها تجربتي في ليلة مع كمين الشرطة المتواجد علي طريق الأوتستراد بالتحديد في المنطقة الواقعة بين المعادي ومدينة نصر في محاولة لرصد شكل العلاقة بين المواطنين والشرطة.. الساعات التي قضيتها تعكس أن هناك نية بين الطرفين لحسن المعاملة والتعاون, رغم وجود بعض التحفظات علي سلوك البعض. محمد علي طالب جامعي استوقفه ضابط الكمين للإطلاع علي رخصة القيادة الخاصة به, بعد أن فوجيء بأن السيارة تحمل لوحة الأرقام القديمة وهذا معناه أن ترخيص هذه السيارة قد انتهي وقبل أن يسأله بادر قائد السيارة معتذرا عن السير بهذا الشكل وعن عدم وجود رخصة السيارة معه لأنها قد تم سحبها من قبل بسبب إنتهاء مدتها المسموح بها, لكنه في الوقت نفسه قام بإعطاء رخصة قيادته للضابط, والتي تبين منها أنه طالب جامعي بإحدي الكليات, فإبتسم الضابط وسأله عن سبب تأخيره في تجديد ترخيص السيارة, فرد عليه بأنه سوف يحتاج ذلك مصاريف كثيرة لا يقدر علها في الوقت الحالي, فجاءت كلمات الضابط بأن ذلك ليس مبررا لقيادة سيارة بدون ترخيص ونصحه بأن يبادر إما بالتجديد وإما بالإمتناع عن قيادة هذه السيارة لحين تجديد ترخيصها, فإعتذر الطالب الجامعي مرة أخري ووعده بتنفيذ ما قاله, فلم يجد الضابط سوي إعطاءه رخصته والسماح له بالإنصراف. عربي عبدالكريم سائق إحدي الشاحنات التي تحمل البضائع, ولكن إرتفاع الحمولة لفت نظر ضابط الكمين بأنها تزيد بشكل ملحوظ عن المسموح به فقام بإيقافه وسحب رخصة قيادته, ما جعل السائق ينزل من السيارة ويتوسل الي الضابط لعدم القيام بذلك, لكن الأمر كما أوضحه ضابط الكمين في منتهي الخطورة لأن هذا الأرتفاع الزائد قد يتسبب في كارثة علي الطريق مما يهدد حياته وحياة الآخرين, ولهذا السبب رفض الضابط إعادة الرخصة للسائق وقام بإعطائه إيصالا بسحبها بعد تهديده بحجز السيارة في المرة القادمة إذا خالف الإرتفاع المسموح به للحمولة. وبصوت مرتفع بدأ طبيب بشري كلامه لأمين الشرطة الذي إستوقفه للإطلاع علي رخص القيادة قائلا: هو إنتوا مش هتهدوا بقي, حد يعمل كمين علي طريق سريع في الوقت ده وكانت الساعة قد قاربت علي الرابعة صباحا فجاء الضابط علي صوت قائد السيارة طالبا منه إلتزام الهدوء في التعامل مع فرد الشرطة لأنه يقوم بأداء عمله وقال له إن هذا الكمين أصبح يقف في هذا المكان بشكل مستمر بعد أن تعددت الجرائم في هذه المنطقة وأن ذلك لحمايته هو وغيره, ثم طلب الإطلاع علي رخصتيه فقم بإعطائهما له وبعد أن تأكد الضابط من سلامته سمح له بالإنصراف. ريم محسن موظفة بإحدي شركات المحمول تقود سيارة بمفردها وكانت الساعة قد دقت الرابعة والنصف صباحا مما دفع الضابط للإشارة لها بيده لكي تتوقف, فقامت بفتح النافذة وأخرجت له رخصتي السيارة والقيادة وهي تطلب منه سرعة الإطلاع عليها بسبب إصابة والدتها بوعكة صحية مفاجئة بسبب مرضها بالسكر وهي تمكث يومين كما قالت عند ابنها المتزوج حديثا بالمعادي مما دفعها للنزول في هذه الساعة المتأخرة للذهاب إليها فرد عليها الضابط قائلا: طيب إنتي مش محتاجة أي حاجة فشكرته منصرفة إلي حالها. وفاجأنا سائق ميكروباص بدخوله في قلب الكمين بشكل مستفز كأنه يقتحمه رغم إشارة الأمين له بالتوقف, وبعد توقفه قال الأمين له بالراحة يا عم فرد السائق بشكل غاضب ومنفعل بالراحة انتو يا عم عايزين نمشي يا عم فأنفعل الأمين لطريقة السائق في الكلام وأشار له أن يتوقف علي جانب الطريق وذهب للضابط وحكي له ما حدث فغضب الضابط بشدة خاصة أنه كان قد شاهد طريقة هذا السائق في دخول الكمين بسيارته فجاء للسائق وأخذ منه رخصة سيارته وهو ينهره قائلا: إتعامل بإحترام عشان نحترمك وعشان مترجعش تعيط.. وأصر علي سحب الرخصة بعد أن إكتشف انتهاء مدتها منذ4 شهور, وأثناء توقفنا جاء أحد الأشخاص يستقل موتوسيكلا فلفت إنتباهي إلتفاف الأفراد حوله فور وقوفه في الكمين, وبسؤالي إكتشفت سر الإهتمام بإيقاف قائد الموتوسيكلات, وهو أن أغلبيتهم خاصة من يمرون بهذا الطريق يحملون معهم جريمة أو مشكلة,إلي جانب أن الموتوسيكل تسهل سرقته لصغر حجمه وبالتالي فهو دائما يلفت إنتباه أفراد الكمين ويسرعون نحوه توقعا منهم لأي مفاجأة قد تحدث من قائد الموتوسيكل.