‏سيطرت علي مهرجان القاهرة : أفلام السياسة والتسامح

جاء مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الحالية ليؤكد كيانه علي الساحة الدولية ويحسم الصراع السياسي‏,‏ الذي دار لسحب صفة الدولية منه‏, ومع الأيام الأولي للمهرجان شهدت مصر حالة من الاحتقان السياسي أثر بدوره علي الفعاليات, وفي ظل هذه الأجواء كيف ظهر المهرجان؟ وما هي كواليس الأيام الأولي؟ فعاليات الدورة الخامسة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي جاءت متعددة الموضوعات.. ففي المسابقة الدولية سيطرت افلام البعد الاجتماعي, فجاء الفيلم البولندي موسم السنة الخامسة الذي تناول كيف تغير المواقف حياة, وطبائع البشر, وتكسبهم صفات لم يتوقعوا إكتسابها, وكأن القدر يرسم مراحل حياة الانسان دون أدني توقع بمرور هذه المراحل ولم تبتعد القارة اللاتينية في الفيلم الفنزويلي كاسر الصمت عن نفس التناول من خلال فتاة تغير مسار حياتها واشقائها بسبب زوج الأم.. في حين جاء الفيلم التركي الحب في حديقة الأسرار مجسدا لقصة حب لم يكن يتوقع الرجل الهارب من المعسكر معايشة هذه الحالة, وكذلك الفتاة التي عالجته من إصابته أثر هروبه.
اتسمت أفلام المسابقة العربية بسيطرة التناول السياسي, والإرهاب علي أفلامها.. فجاء الفيلم المصري الشتا اللي فات متناولا التحول السياسي, والاجتماعي الذي شهده المجتمع المصري بعد ثورة يناير.. ولم تبتعد المشاركة العمانية عن سابقتها المصرية في سيطرة البعد السياسي الثوري علي فيلم أصيل حيث التوثيق للثورة التونسية منذ إندلاعها, وحتي تكوين الجمعية التأسيسية, أما الفيلم الكويتي تورا بورا فصور الوضع العائلي لمجاهدي أفغانستان, وباكستان, والنظام السياسي, والأمني لهاتين الدولتين.. لم يبتعد فيلم مملكة النمل في تناوله عن سابقيه لعرضه الواقع الاجتماعي الفلسطيني وطبيعته في ظل الحصار السياسي المفروض من القوات الإسرائيلية,.
علي الجانب الأخر تناولت ندوة السينما الأفريقية التحديات والصعوبات للفيلم الأفريقي بعنوان السينما الافريقية في الحاضر والمستقبل وشارك فيها.. مايكل اجيرا مدير صندوق التنمية للسينما الافريقية في نيجيريا, حضر كل من نيوتين اديوكا, وفايث ايساكيبر.
وجاءت الندوة الرئيسية لبرنامج قسم التسامح والتعصب في السينما مكملة لفعاليات الأقسام السابقة بتناول الملحمة التاريخية لميلاد الإسلام وقصة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ومناقشة فيلم الرسالة للمخرج الراحل مصطفي العقاد, حيث أكد المخرج مالك العقاد ان الفيلم بمثابة رسالة للغرب, لما يحمله من تقديم صورة واضحة عن سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم, والدين الإسلامي.