تحظي حفلات الزار بمكانة مرموقة ضمن قائمة الموروثات الشعبية التي عششت في أذهان الغالبية العظمي من أبناء الشعب المصري علي مر العصور, وحفلات الزار هي مجموعة من الطقوس الشعبية. لها رقصات خاصة, وعبارات خاصة, تصاحبها دقات صاخبة علي الدفوف مع إطلاق البخور, وهذه المجموعة من الطقوس الشعبية حسب اعتقاد البعض تعمل علي طرد العفاريت التي تتقمص بعض الناس, لذلك فالزار يقوم عند معتقديه بوظيفة علاجية. أما بخصوص أصل حفلات الزار فقد أشار العالم الجليل الراحل د. سيد عويس إppppلي أنها كانت قد انتقلت إلي مصر في القرن ال19 قادمة من الحبشة, ذلك أن اسمها الأمهري زار, وقد جرت العادة بأن تقوم بها سيدة يطلق عليها البسطاء اسم الكدية, وتختلف معالجتها للعفاريت باختلاف المكان الذي جاءت منه, فهناك فرق كبير بين عفاريت الوجه البحري, وعفاريت الصعيد, وعفاريت العاصمة مثلا, ولكن في كل الحالات فإن الهدف واحد, وهو طرد العفاريت من الجسد المريض. لقد استدعيت من الذاكرة تلك الأجواء المتعلقة بحفلات الزار التي عايشتها من قبل مثل الكثيرين من أمثالي من أهل القري, وأنا أتابع الأحداث السريعة والمتلاحقة التي تمر بها مصر الآن من احتكاكات واعتصامات ومظاهرات, فقد شعرت بأننا قد دخلنا بأرجلنا في المحظور, كأننا قررنا بمحض إرادتنا أن نشارك في حفلة زار. فهل نحن قادرون علي التخلص من تلك العفاريت التي ملأت أجسادنا في غفلة من الزمن, أما أنها عفاريت فوق مستوي القانون.. وكل ما أخشاه أن نكون قد أحضرنا العفاريت دون أن نعرف كيف نصرفها, ونكتشف أننا لا نعرف سوي الهتاف الجماعي دستور يا سيادنا. المزيد من أعمدة أشرف مفيد