نظمت لجنة التعليم بمجلس الشوري, وبالاشتراك مع مدارس دار حراء مؤتمرا نقاشيا بأسيوط, لمواجهة ظاهرة تسرب طلاب المدارس وهروبهم إلي مقاهي الإنترنت, حيث ناقش المؤتمر أبعاد الظاهرة, مع العمل علي وضع حلول ثورية لها. تقول وفاء مشهور, عضوة لجنة التعليم بمجلس الشوري: بدأت فكرة المؤتمر عندما تلقينا استغاثات كثيرة من الأمهات تطالبن فيها بإنقاذ أبنائهن من مقاهي الإنترنت, التي باتت تهدد مستقبل الأبناء, خصوصا في مراحل المراهقة. وقال الدكتور محمد خشبة, رئيس لجنة التعليم بمجلس الشوري: إن هذا المؤتمر هو الأول من نوعه بالنسبة للجنة التعليم خارج القاهرة الكبري, لبحث ومناقشة ظاهرة باتت تؤرق كل الأسر المصرية, بل تهدد المجتمع في أحد أهم مكوناته, ألا وهم الشباب, لذا جاء هذا المؤتمر ليناقش ظاهرة مقاهي الإنترنت, وظاهرة تسرب تلاميذ المدارس إليها من خلال فترة اليوم الدراسي. وأشار خشبة إلي أن هناك سببين رئيسيين للمشكلة, أولهما أن التكنولوجيا الحديثة بإغراءاتها طغت علي حياتنا, وللأسف أننا كمجتمع مصري أصبحنا أكثر استخداما لمساوئ هذه التكنولوجيا, تاركين محاسنها, والأمر الثاني مشكلة البطالة التي أصابت الشباب, فأسهل شيء أن يقوم الشاب باستئجار محل وشراء عدة أجهزة ولو بالتقسيط وفتح السيبر, في الوقت التي أصبحت فيه المدرسة غير جاذبة ولم يعد لها دورها الإيجابي, ونبه خشبة إلي أن إدمان الإنترنت أشد من إدمان المخدرات والكحوليات, حيث إنه يؤدي إلي أمراض نفسية. وأضاف أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه, والإنترنت يحرمه من ذلك, ناهيك عن النواحي الأخلاقية والعنف. واعترف خشبة بعدم وجود توجه حكومي نحو تقنين أوضاع هذه المقاهي, وهو ما يتطلب تطويرا ضخما في منظومة التعليم, حتي تستعيد المدرسة مكانتها المقدسة, ولابد للأسرة أن تنتبه لهذا الخطر الداهم الذي يحيط بأبنائها. وصرح خشبة بأنه تم منذ أيام تدشين مشروع ضخم ساهم في مستقبل ابنك, بإنشاء27 مجمعا تعليميا في27 محافظة في مصر, علي أن يري المشروع النور قريبا, وهو خطوة أولي بالتواصل مع رجال الأعمال في الارتقاء بالمناطق المهمشة, وأوضح أنه سيتم عرض هذه التوصيات علي مؤتمر لرئيس المجلس للتصديق عليها لتقديمها إلي الحكومة. وأوضح الدكتور عز الدين الكومي, وكيل لجنة حقوق الإنسان, أنه لابد من تدخل عاجل وسريع من قبل الدولة لوضع رقابة علي هذه الأماكن, التي تعمل علي مدي الساعة, لافتا إلي وجود جهات خارجية مشبوهة تمولها, لتدمير أهم خليتين في المجتمع: المرأة والشباب.