فكرة إقامة ورشة عمل الكتب الرقمية بمصر جاءت بمبادرة من الشبكة الدولية السويدية لخدمات الوسائط(IMNS) بالتعاون مع جمعية الرعاية المتكاملة , نظرا لما تمثله( الكتب الرقمية) من أهمية متزايدة علي مستوي قطاع النشر والمكتبات في العديد من البلدان, ولما تمثله من نسب منخفضة في التداول والانتاج والاستخدام علي المستوي العربي, خاصة وقد اصبح وجود الكتاب الرقمي العربي ضرورة ملحة لمواكبة التطويرات التكنولوجية. قدمت ورشة عمل الكتاب الرقمي, لمحة عامة عنه وعن قطاع النشر المعني بهذه الأوعية, والتعرف علي نوعية الكتب الرقمية القادر علي انتاجها السوق العربية, ولمحة وجيزة عن التقنيات اللازمة للبدء في انتاج الكتب الرقمية علي المستوي العربي وقد شارك في هذه الورشة مجموعة من ممثلي العديد من الجهات والهيئات العاملة في قطاع المكتبات ومن الأكاديميين المتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات القي الكاتب الصحفي صلاح منتصر كلمة تحدث فيها عن تاريخ وتطور الكتابة والكتاب ويطرح الكاتب سؤالا هل من الممكن أن يلغي الكتاب الالكتروني الكتاب الورقي؟ ويجيب بقوله إن مجال الكمبيوتر والإنترنت والمحمول ووسائل الاتصالات,رغم الثورة الكبري التي نعيشها في هذا المجال مازال في مستقبلها الكثير وبالتالي ستصبح هذه الوسائل المتعددة أسهل وأسرع, وأن الكتاب الإلكتروني هو نظرة تطويرية وأي تطوير يرغم البشر علي استخدامه, وعلي ذلك نستطيع توقع مستقبل الكتاب الرقمي الذي سيسود, ولكن سيبقي الكتاب الورقي. . كما تحدثت أمين عام الجمعية عن اهتمام الجمعية بمحو الأمية المعلوماتية كرواد المكتبات وبمواقعها المختلفة المنتشرة في العديد من المحافظات وخاصة في ظل تنامي استخدام الانترنت, واضافت إثنادل حلمي أمين عام الجمعية أن عالم الاتصالات والانترنت أوجد أنماطا جديدة من الأوعية ولعل من أهمها الكتاب الرقمي( الالكتروني) وأوضحت أن جيف بيزوس الرئيس التنفيذي ومؤسس موقع متجر مازون الالكتروني للكتاب, عرض بعض المؤشرات والأرقام التسويقية التي توحي بأن المستقبل هو للكتاب الالكتروني, وأن من يغمض عينيه كي لايري هذه الحقيقة, فسيجد نفسه في يوم ماخارج هذه الاحصاءات. واختتمت بقولها إن الكتب الالكترونية في وقتنا هذا لم تعد خيارا مستقبليا.. وفي ورقته البحثية بعنوان صناعة الكتاب الرقمي في مصر والعالم العربي. يقول د. شريف شاهين أستاذ ورئيس قسم المكتبات والوثائق والمعلومات بجامعة القاهرة وعضو اللجنة الاستشارية للمعلومات والاتصال( بالأليكسو) تتفاوت عناصر صناعة الكتاب الرقمي في بيئة التعليم الإلكتروني لتعدد ارتباطاتها بمتغيرات أخري لاتتوافر إلا في النسق التربوي التعليمي بأطرافه المختلفة وهناك من يميز بين جانبين لصناعة الكتاب الرقمي, هما المحتوي والمواد والتجهيزات المطلوبة.. ويري د. شريف أن الحالة الراهنة تشير إلي أنه لا وجود لصناعة الكتاب الرقمي العربي علي الساحة العالمية. فعند البحث في الدليل العالمي للناشرين تحت فئة نشر الكتب الالكترونية وتحديدا في مصر لم نجد سوي دارين للنشر ليس لهما صلة بالنشر الالكتروني. وتجدر الإشارة إلي ملامح السوق المحلية والعربية فيما يخص أجهزة القراءة الالكترونية حيث يتضح أنه سوق غير مدروسة وأن النشر الرقمي في العالم العربي مبعثر وغير مخطط له ولايحقق الفائدة المرجوة منه. وأشار د. شريف إلي مشروع قومي يحمل اسم المكتبة الرقمية وتم تأكيد علي أهمية السير قدما نحو تحقيق مكتبات رقمية حقيقية. وفي ختام أعمال الورشة صدرت بعض التوصيات منها.. ضرورة اهتمام الجهات المعنية بقضايا النشر الالكتروني بوضع الضوابط اللازمة لتشجيع المؤلفين والناشرين وتخصيص الدعم المالي لإصدار المقررات الدراسية في شكل الرقمي وتوجيه نظر الناشرين إلي التركيز علي إصدار كتب رقمية للاطفال, حيث إنها الفئة الأكثر تأثرا بعوامل الجذب المتوافرة بالكتب الرقمية من ألوان أو رسوم متحركة.