استضافتني الإذاعة المحترمة راديو مصر في برنامجها الشهير (من قلب القاهرة)، على مدى ساعتين متصلتين من السابعة إلى التاسعة مساء الثلاثاء الماضي 6 نوفمبر. وكان الحوار حول الانتخابات الأمريكية ومن سيكون الفائز من في محاولة للتنبؤ بمن سيكون الفائز هذه المرة أوباما أم رومني.. من خلال تجربتي في تغطيتي لانتخابات الولاياتالمتحدة عام 2008 والتي كانت بين باراك أوباما وجون ماكين. وفي إحدى الفواصل في الحلقة قلت للمذيع: "الساعة الآن الثامنة مساءا، فهل سنقضي الساعة المتبقية من البرنامج في الشأن الأمريكي، فهل تعتقد أنهم في الانتخابات المصرية، لكانوا سيمنحون مثل هذا الوقت من أجلنا .. فسألني الأستاذ/ محمد المذيع في القناة، فما الذي ترغبين الحديث فيه بخلاف الانتخابات الأمريكية.. أجبته على الفور: سيناء!! وعندما عدنا على الهواء مباشرة، أعدنا كل ما تحدثنا فيه على أذان المستمعين، وقال لي: "وما لها سيناء؟".. فقلت له: لا أعرف ولكن هناك علامة (؟) إستفهام كبيرة على كل ما يحدث هناك.. تراودني كوابيس ليلية ووالله إني لأخشى على سيناء من الضياع. الجميع مشغولون الآن بقضايا ليست مصيرية بقدر ارتباطنا بمصير سيناء، فيد الأعداء تخرب وتحرق وطالت حتى لتخطف جنود، كل ذلك ونحن مهمومون ما بين مليونيات لتطبيق الشريعة وبين اختلافات القوى السياسية التي لا تنتهي أو بمعنى أدق التي تكاد تغرقنا في نفق مظلم قد لا تكون له نهاية. لا أعترض على ما يفعله تيار ما بعينه، فلهم كل الحق فيما يفعلون و في التعبير عن أرائهم فتلك هي الديمقراطية التي نصبو إليها.. لكن لابد ألا ننسى كم دفعنا كل عزيز وغالي من دماء وأرواح شهدائنا الطاهرة لنسترد كل شبر من أرض سيناء الغالية بعد استيلاء العدو عليها، كما لن ننسى ما فعله القائد المغوار الجسور الزعيم الراحل أنور السادات، والذي أحترمه وأبجله، هذا الرجل العظيم الذي أحب هذا البلد حبا جما هذا الرجل الذي أفنى حياته وبدهائه ومكره استطاع أن يسترد الأرض التي اغتصبها العدو، صاحب قرار الحرب. الحرب التي حققت لنا النصر العظيم والتي أعزتنا أمام العالمين، فلابد ألا ننسى دوما ما دفعه إخواننا و أبائنا وأبنائنا من دماءهم الطاهرة لاستعادة تراب سيناء الغالي. المطامع كثيرة جدا في سيناء الآن، والمطلوب نشر أكثر للتعزيزات الأمنية والعسكرية، ومطلوب من الحكومة والدولة التركيز بشكل أكبر على سيناء ومن السهل حدوث ذلك بمساعدة قليلة من الدولة، فالدولة عليها أن تملك السيناويين الأرض ولكن تشترط عليهم في المقابل عدم بيعها للأجانب، إقامة المشروعات الخدمية المختلفة وذلك عن طريق بناء وإرسال شباب الخريجين إلى جانب أهل سيناء لتعميرها بدلا من تركها معقلا لذئاب الجبال البشرية. اللهم اخلف ظني واحفظ لنا كل شبر من أرض سيناء العظيمة وأرض هذا الوطن الغالي مصرنا الحبيبة. [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن