مسعد أبو فجر, هو أديب وناشط سياسي سيناوي. إنه- في الواقع- في مقدمة الزعماء الشعبيين الذين أفرزتهم الحركة السياسية في سيناء في العقد الماضي, والذي حوكم وسجن واعتقل في ظل العهد البائد. تعرفت عليه في عام 2007 باعتباره عضوا مؤسسا معنا لحزب الجبهة الديموقراطية ومنشئا لفرعه في شمال سيناء, فضلا عن كونه أديبا عرف بروايته طلعة البدن التي تعكس الثقافة والحياة البدوية في سيناء. كانت محاكمته السياسية, ثم سجنه, فاعتقاله بواسطة أمن الدولة فرصة لأن يعلن الحزب تضامنه مع المطالب المشروعة لأهل سيناء. إن اسم مسعد يبرز هذه الأيام, في سياق الأحداث الجسام التي تمر بها سيناء, والتي اميل إلي الإتفاق مع وصف حزب الكرامة لها بأنها ثورة شعبية ضد الإنفلات الأمني هناك. فلقد كانت سيناء وما يحدث فيها قبل ثورة 25 يناير نموذجا للإهمال والفشل وسوء التصرف, وانعدام الرؤية الصحيحة للتعامل مع إقليم يذخر بإمكانيات هائلة تضيف للوطن كله. كانت سيناء, للأسف, ومنذ تحريرها الكامل في بداية الثمانيينات, مجرد مشكلة أمنية, زادت منها تداعيات الأوضاع في غزة, والتأثيرات السلبية ل انفاقها الشهيرة, غير أنه يظهر الآن أن الخطر السرطاني الذي استشري في سيناء هو نمو وتوطن جماعات جهادية و تكفيرية في ظل الخلخلة الأمنية التي خلفتها للأسف معاهدة السلام مع إسرائيل, والتي حدت من الوجود الفاعل فيها للشرطة المصرية, أو الجيش المصري, والذي كشفته العمليات الإرهابية المشينة التي أودت بحياة العشرات من الجنود المصريين. إن استجابة دولة مابعد 25 يناير ينبغي أن تكون في مستوي تلك المخاطر, ليس فقط بالسعي لتعديل بنود معاهدة السلام بما يسمح بفاعلية أكبر للسلطة المصرية هناك, أو بزيارات مسئولي الدفاع والداخلية لسيناء, إنما بالتغيير الجذري, الذي بدأت إرهاصات متواضعة له أخيرا, في التعامل مع مواطنينا, أبناء سيناء أنفسهم, الذين يجب أن يستمع إليهم قبل أي طرف آخر. ولن يتحقق ذلك إلا بحوار وتفاعل سياسي, جاد ومسئول, مع أبناء الثورة المصرية في سيناء, الواعين بهوية وخصوصية إقليمهم, والمدركين لجوهر مشاكله ومطالبه, وفي مقدمتهم بالقطع أبو فجر وأقرانه! المزيد من أعمدة د.أسامة الغزالى حرب