أعلن الرئيس فلاديمير بوتين رفضه فكرة التقيد بارتداء المسلمات الحجاب في المدراس الروسية. وفي الوقت الذي أعرب فيه عدد من ائمة المساجد عن اعتراضهم علي منع الحجاب. طرح الرئيس الروسي فكرة العودة إلي فرض الزي الموحد لتلاميذ المدارس, وأشار إلي ضرورة احترام حرية العبادة والتدين وما يتعلق بهما من تقاليد وموروثات. أثار فرض احدي مدارس مقاطعة ستافروبول في جنوبروسيا حظر ارتداء التلميذات المسلمات الحجاب الكثير من الجدل الذي اضطر الرئيس الروسي بوتين الي محاولة الحد من تطوراته في معرض لقائه مع عدد من انصاره من اعضاء الجبهة الشعبية لعموم روسيا. قال بوتين بعدم جواز ارتداء الحجاب في المدارس الروسية معللا وجهة نظره بكون روسيا دولة علمانية متعددة الاديان والقوميات,مدعوة الي ارساء قواعد العدالة بين مواطنيها. ورغم ان بوتين عاد ليقول بضرورة احترام التقاليد الموروثة فقد سارع ليطرح فكرة العودة الي النظم السابقة ابان سنوات الاتحاد السوفييتي السابق والتي كانت تفرض الزي المدرسي الموحد الذي قال بامكانية تباينه بحكم تباين المواقع الجغرافية والتاريخية للمناطق والاقاليم. ومضي بوتين ليشير الي تجارب بعض البلدان الاوروبية التي واجهت مثل هذه المشكلة, بينما توقف عند الجانب الاجتماعي لهذه القضية. واذ اكد بوتين ان القضية تبدو ايضا ذات ابعاد حياتية في اشارة غير مباشرة إلي اغفال بعض اولياء الامور من ذوي الجاه والثروة الجوانب النفسية والاجتماعية للعملية التعليمية, قال بضرورة الحيلولة دون أي تمييز بين طلبة المدارس وهو ما قصد به تحديدا ما يعانيه ابناء الطبقات الفقيرة من جراء مثل هذه الاوضاع. ولعل ذلك ما دفع الدوائر الرسمية الي سرعة الاعلان عن تبني فكرة توحيد الزي المدرسي في نفس الوقت الذي كشف ديميتري ليفانوف وزير التعليم الروسي فيه عن رأيه حول ضرورة احترام عادات وتقاليد المسلمين في روسيا. بينما لجأ اولياء امور الفتيات اللاتي تضررن من جراء حظر ارتداء الحجاب في قاعات الدراسة, الي القضاء بحثا عن قرار يكفل لهن حقوقهن القومية, اعلنت مديرة المدرسة الروسية في ستافروبول عن موافقتها علي السماح للتلميذات المسلمات بدخول المدرسة وهن يغطين رؤوسهن بمنديل بسيط بدلا من الحجاب كحل وسط الي حين الفصل في الدعوي المقامة بهذا الشأن. وعلي الرغم من ان القضية ترتبط اكثر وفيما يبدو, بالعادات والتقاليد, فقد ظهر من يحاول استغلال القضية لتصفية خلافات قديمة متذرعا بالدستور الذي يكفل احترام المعتقدات الدينية. ومن هذا المنظور سارع الشيخ محمد حسون ممثل حركة النور الاسلامية في مدينة فورونيج الي الاعتراض علي رأي بوتين حول حظر ارتداء الحجاب في المدارس والمؤسسات التعليمية, وتاكيد وجوب السماح للفتيات المسلمات بارتداء الملابس الطويلة والحجاب حتي في حال فرض الزي المدرسي الموحد. وبرر حسون وجهة نظره بقوله انه من غير المقبول السماح لمن يريد التعري ان يفعل ذلك بحجة الحرية في نفس الوقت الذي يفرضون فيه رأيا مغايرا علي من يريد عكس ذلك. غير ان هناك من ظهر ليقول بان ذلك لا بد ان يعني السماح لليهود بارتداء القلنسوة اليهودية وللمسيحيين بحمل الصليب وهو ما لا بد ان يؤثر سلبا علي العملية التعلمية ويخلق الظروف المواتية لاحتدام الفتن والنزاعات علي اساس ديني. وقد انبري الكسندر خلوبونين الممثل الشخصي للرئيس في المنطقة الفيدرالية الجنوبية التي تضم عددا من المناطق القوقازية ذات الاغلبية السكانية الاسلامية ليضفي علي هذه القضية ابعادا اخري بقوله ان هناك من الاسلاميين من يحاول اثارة مشاعر الفرقة والتوتر الطائفي من خلال مختلف الاستفزازات وافتعال شتي المشاكل ومنها مشكلة الحجاب علي حد قوله. وكان بوتين قد اشار الي ان الاغلبية السكانية لروسيا من المسيحيين تحذيرا من مغبة احتمالات ظهور الكثير من المشاكل في حال تبني هذه الاغلبية مواقف قد لا ترضي الاقليات ومنها الاسلامية والتي لا يزيد عددها علي عشرين مليونا في بلد يبلغ عدد سكانه ما يقرب من مائة وخمسة واربعين مليونا. ومن اللافت بهذا الشأن ان الكرملين سبق والتزم الصمت تجاه فرض قيادات عدد من الجمهوريات ذات الاغلبية السكانية ومنها الشيشان, الزي الاسلامي وحظر دخول المؤسسات الحكومية والتعليمية للسافرات من المسلمات وهو ما لا يزال يثير تندر الكثيرين في روسيا ممن يتمسكون بعلمانية الدولة وضرورة الابتعاد عن كل ما يعني الفرقة او التمييز بين مواطنيها.