دكتور محمود الجزار مدير مسشتفي كيبولي الإسلامي في كمبالا هو مواطن مصري عاشق لتراب مصر, شق طريقه بنفسه في أوغندا,واستطاع بإمكانات بسيطة أن ينشئ أكبر مستشفي في العاصمة كمبالا. , لا يهتم فقط بعلاج المواطنين الأوغنديين بأسعار رمزية, بل يضم المستشفي مراكز طبية تعليمية لتخريج كوادر مدربة جاهزة للعمل في الحقل الطبي في أوغندا. بداية الرجل كانت في كلية الطب جامعة القاهرة التي تخرج فيها عام1989 ثم التحق للعمل في نقابة الأطباء بلجنة الإغاثة التي كانت تتعامل مع المنظمة الإغاثية العالمية حيث طلبت أطباء شبانا للعمل في مجال الإغاثة في مناطق شرق إفريقيا وآسيا. لجنة الإغاثة تبنت الدعوة التي كان الهدف منها إيصال فكرة أن العرب والمسلمين ليسوا متكبرين علي العمل في تلك المناطق وكذلك إيصال رسالة للجميع مسلمين ومسيحيين في تلك الدول بسماحة الدين الإسلامي الحنيف. ويقول الدكتور الجزار إنه قبل التحدي برغم أن تلك المناطق لم تكن معروفة لديه والبداية لم تكن مفروشة بالورد والمعاناة كانت شديدة. ويضيف أن وجودي علي أراضي أوغندا رسالة للجميع أن المسلمين ليسوا ارهابيين وإنما أهدافهم خيرية وأن المصريين ليسوا فقط أصحاب حضارة7 آلاف سنة ويتعالون علي تلك الدول بحضارتهم بل يستطيعون أيضا أن يقدموا خدمات لدول لديهما معها روابط كثيرة. ويقول الدكتور الجزار إن البداية كانت مجرد حلم بمستشفي يقدم خدمات إنسانية لأهالي كمبالا وتطور وكبر ليضم مجموعة من المساهمين بشكل طوعي وخيري وبتبرعات خيرية ليكبر الحلم شيئا فشيئا ويضيف أن زوجته تعمل دكتورة أيضا في المستشفي المقام حاليا في كمبالا ولديه خمسة أولاد ولدوا جميعا في أوغندا وتعلموا في المدارس الأوغندية إلي أن التحق ثلاثة منهم بالجامعة حاليا في مصر. ويشير الدكتور محمود الجزار إلي أنه بدأ العمل في غرفتين فقط وكان ذلك في عام1993 ثم بدأ الحلم يكبر شيئا فشيئا ويتطور إلي أن تحول إلي مؤسسة طبية بمعني الكلمة حيث لديه حاليا مستشفي يتسع لنحو200 سرير وثماني غرف عمليات وخمس غرف لعمليات الولادة. كما تضم المؤسسة معهدا للتدريب الفني علي التحاليل وآخر للتمريض وسيتم في المستقبل القريب إنشاء كلية طب تضم أفرع الطب المختلفة من طب بشري وصيدلة وأسنان. ويضيف الدكتور الجزار أن المعاهد التي أنشأها بمساهمات خيرية تطوعية خرجت ست دفعات من الطلبة ويقول إن معهد التمريض بدأ بتسعة عشر طالبا وطالبة وأصبح الآن يضم200 طالب. ويقول الدكتور الجزار إن الشعوب في منطقة شرق إفريقيا ودول حوض النيل تحتاج إلي أن يتم التعامل معها بأسلوب الاحترام المتبادل وأن يتم بناء العلاقة معها بناء علي أن هناك مصالح متبادلة بين الطرفين. ويضيف أن أسلوب تعامل النظام السابق مع دول حوض النيل هو الذي تسبب في تدهور العلاقات معهما. ويقول إن النظام السابق كان يتعامل مع أوغندا من خلال وزير الري وهذه طريقة خاطئة ترسخ مفهوم أننا لا نتعامل معكم إلا من خلال المياه مشيرا إلي أنه لابد من فتح مجالات أخري للتعاون لأن كل ذلك يصب في مصلحة زيادة تأثير مصر في منطقة دول حوض النيل. وقال إن الحكومة المصرية تحتاج لتشجيع الشباب علي خوض تجربته في دول حوض النيل والعمل هناك خاصة وأن هذه الدول بها فرص كبيرة مازالت غير مستغلة وتحتاج إلي شباب وطني لديه رؤية وإصرار علي النجاح.