مانتل تحصد البوكر للمرة الثانية عن ثنائية توماس كرومويل

لا شك أن الروائية البريطانية هيلاري مانتل قد حققت رقما قياسيا جديدا فيما يتعلق بجائزة المان بوكر الشهيرة حيث استطاعت مانتل أن تكون أول امرأة و أول بريطانية تحصل علي البوكر مرتين. لا سيما وأن العملين اللذين فازت عنهما بالجائزة مرتبطان ببعضهما ويكمل كل منهما الآخر, فقد فازت مانتل للمرة الثانية بجائزة مان بوكر للأدب لهذا العام عن روايتها اBringUptheBodies استحضارالجثث, وهي الجزء الثاني لرواية اWolfHall ب التي كانت قد فازت عنها بالجائزة نفسها عام2009, لتلحق بكل من الكاتب الجنوب إأفريقي جيه إم كويتزي والأسترالي بيتر كاري,اللذين فازا بها مرتين أيضا.
والرواية التي فازت بها مانتل بالجائزة لهذا العام تتناول حياة توماس كرومويل أحد مستشاري الملك الإنجليزي هنري الثامن, وتتتبع المصير الدموي الذي انتهت اليه إحدي زوجات هنري, آن بولين, حيث تعد الرواية هي الجزء الثاني من ثلاثية تكتبها تمزج فيه ما بين مرحلة مهمة من تاريخ بريطانيا وما بين نسيج أدبي رفيع, ومن المقرر أن تواصل مانتل في الجزء الثالث الذي سيحمل عنوان(TheMirrorandtheLight) المرآة والضوء) سرد قصة حياة كرومويل حتي إعدامه عام.1540 تكشف الرواية عن أسباب صعود نجم توماس كرومويل(1485-1540) في البلاط والسلطة والذي جاء بفضل ثلاثة أشياء هي: علمه وخبرته التي اكتسبها كمرتزق في أوروبا, بالإضافة لذكائه ونجاحه في استمالة الأرستقراطيين وتوجيه الشباب والطموح, وكيف كان شخصية غامضة ومثيرة تاريخيا حتي بعد عمله مستشارا للملك هنري الثامن, حيث تجمع شخصيته بين عدد من التناقضات مما جعلها مادة ثرية لمانتل استطاعت أن تنسج منها روايتها فهو شخصية وحشية, هادئة, مغرق في الدنيوية, متحفظا وعمليا وغير عاطفي ولكنه في نفس الوقت لا يخلو من الرقة, ومن خلال كرومويل تروي حكاية الملك الذي ضعف أمام إغراء بولين الجريئة واصطدم مع الكنيسة الكاثوليكية وجزء كبير من أوروبا ليجعلها زوجته الثانية, وكيف كان للنساء نفوذا يسهم في تغيير سياسي وديني كبير حيث نجحت آن في إيجاد السبب لهنري لطلاق زوجته الأولي كاثرين وإعلان الاستقلال الديني عن روما ونتيجة لزواجه منها وقع أول شقاق بين كنيستي إنجلترا وروما, ليحصد هنري بعد ذلك خيبة الأمل جراء عجزها عن منحه ابنا يرث عرشه, فيعيد التاريخ نفسه ويزهد فيها ويتطلع إلي الزواج من جين سيمور وسرعان ما يأمر هنري بالتحقيق مع آن بتهمةالخيانة العظمي وتنتهي محاكمتها بقطع رأسها, وتبرز الرواية كيف تطغي ألاعيب السياسة علي مشاعر الحب أحيانا.
صدرت عن دار هنري هولت.