بعد واحدة من أكثر المناظرات حدة في تاريخ مناظرات الرئاسة الأمريكية, كثف فرسا السباق الرئاسي: الرئيس الأمريكي باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي ومنافسه الجمهوري الرأسمالي ميت رومني تحركاتهما وحملاتهما في المناطق التي تشهد تنافسا كبيرا بينهما. وسعا المرشحان إلي كسب أصوات النساء والمستقلين التي ستحسم نتيجة السباق, فانتهج كل منهما طريقته الخاصة في خطب ود النساء أملا في أن تكون هي المرجحة قبل الانتخابات التي ستجري يوم6 نوفمبر المقبل. فمن جانبه, هاجم أوباما منافسه الجمهوري بشأن قضية حقوق المرأة, مشيرا إلي الحجج التي سيلجأ إليها في مناظرة مقبلة بشأن السياسة الخارجية, وذلك أثناء إحدي محطات حملته ولاية نيوهامشر. ووجه أوباما إلي رومني انتقادات حادة لعدم إبدائه دعما واضحا لسن قانون يضمن مساواة المرأة بالرجل في الأجور. وقال أوباما أمام حشد من نحو ستة آلاف شخص: الحاكم السابق رومني لم يقل حتي الآن ما إذا كان يدعم سن قانون لحماية هذا الحق أم لا بغض النظر عن عدد المرات التي يسأل فيها عن ذلك.. الأمر ليس بهذه الصعوبة. وسخر أوباما أمس من رومني الذي كان قد قال أمام65 مليون شخص تابعوا المناظرة الرئاسية الثانية التي جرت الأربعاء الماضي عبر شاشات التليفزيون إنه بحث في ملفات مليئة بالنساء خلال توظيفه عددا من النساء عندما كان حاكما لماساتشوسيتس. واستغل أوباما هذا التعبير الغريب لتوجيه انتقاد لرومني حول العناية الصحية للنساء وتلقيهن أجرا مساويا, مركزا في الوقت نفسه علي سجله- أي أوباما- بشأن حقوق النساء والحاجة إلي توظيف المزيد من مدرسات الرياضيات والعلوم. وأقر أوباما ضمنا بأن أداءه خلال المناظرة شهد تحسنا كبيرا مقارنة بالمناظرة الأولي قبل أسبوعين وقال: ما زلت أحاول الاعتياد علي المناظرات, لكنني أعمل علي ذلك.. سنواصل التحسن مع مرور الوقت, إذ لا تزال أمامي مناظرة واحدة, في إشارة إلي المناظرة الثالثة والأخيرة بين فرسي السباق الرئاسي المقررة بعد غد- الإثنين- في فلوريدا وستدور حول السياسة الخارجية. وتمهيدا للمناظرة, هاجم أوباما منافسه الجمهوري فقال أمام حشد ضخم في أيوا: لقد قال إن الطريقة التي أنهيت بها الحرب في العراق مأساوية.. ثم قال الأسبوع الماضي إنه ينبغي علينا أن نبقي علي قوات في العراق.. أعتقد أن إعادة قواتنا إلي الوطن بعد أداء المهمة التي قاموا بها في العراق هو الصواب. من جهته, قال رومني في ولاية فيرجينيا التي تشهد تنافسا كبيرا: أحب هذه المناظرات.. وأعتقد بأنه من المثير أن الرئيس ليس لديه بعد أي جدول أعمال لولاية ثانية. وانتقد رومني منافسه الديمقراطي مشبها إياه بتاجر سيارات ذكي يعرف كيف يروج لنفسه قبل أربع سنوات, لكنه ترك البلاد في وضع مزر. وقال أمام حشد من ثمانية آلاف شخص في مدينة ليسبورج رفع خلاله أحد الحضور لافتة كتب عليها ديمقراطيون مع رومني إن سياسات الرئيس فارغة. وحاول رومني هو الآخر اجتذاب أصوات النساء التي يمكن أن تشكل الفارق في ولايات أساسية مثل أيوا وأوهايو وفيرجينيا وفلوريدا. وقال لمؤيديه: لقد خذل الرئيس النساء في الولاياتالمتحدة. وعلي الرغم من الهجمات القاسية التي تبادلها فرسا السباق الأمريكي, فإن ذلك لم يمنعهما من تبادلا الدعابات اللاذعة بدلا من الاتهامات خلال حفل العشاء الخيري السنوي لمؤسسة ألفريد سميث في نيويورك الذي جمع بينهما أمس الأول. وتندر رومني خلال الحفل علي أنباء تحسن سوق الوظائف في البلاد, وخاطب أوباما قائلا: إنك الآن أفضل حالا من ذي قبل, في إشارة إلي تحسن أدائه في المناظرة الثانية التي جمعت بينهما. كما تندر رومني علي الصحافة قائلا إنه عندما تفوق علي أوباما في استطلاعات الرأي, قالت الصحافة إن أوباما: يقود من الخلف, مستخدما مسمي السياسة التي يتبعها أوباما في قيادة أمريكا للعالم, كما قال إن الصحافة قد تكتب عن الحفل أن أوباما انخرط مع الكاثوليك, ورومني تناول عشاءه مع الأثرياء. وأشار إلي أن أوباما كان قد نصح البابا بينديكت السادس عشر بابا الفاتيكان بإلقاء أي لوم علي أي مشكلة علي سلفه البابا يوحنا بولس الثاني, في إشارة إلي ما قال من قبل إنه طريقة أوباما في لوم سلفه الرئيس جورج بوش الإبن عن تردي الاقتصاد الأمريكي. من جانبه, أطلق أوباما سلسلة من الدعابات حتي علي نفسه فقال إن سبب تألقه علي رومني في المناظرة الثانية هو حصوله علي إغفاءة طويلة قبيل مناظرتهما الأولي. وقال أوباما إنه ذهب قبل العشاء إلي التسوق في بعض المحلات التجارية في وسط المدينة, بينما رومني يعتقد بأنه ذهب للتسوق لصالح بعض المتاجر في وسط المدينة, في إشارة إلي روح رجل الأعمال وليس رجل الدولة لدي رومني الذي قال أوباما من قبل إن سياسته تعتمد علي تحقيق الربح تحت أي ظرف من الظروف.