علي غرار الدراما التركية التي بدأت تغزو الشاشات المصرية بصورة كبيرة ويرتبط بها المشاهدون بدأت بعض القنوات الفضائية في الإستعانة بمجموعة من المذيعين اللبنانيين لتقديم برامج المنوعات, منهم جورج قرداحي وطوني خليفة ونيشان ومايا دياب ونيكول سابا وغيرهم, فهل يمكن أن تتحول هذه التجربة الي ظاهرة لها ايجابياتها وسلبياتها وهل يمكن أن تؤثر علي المذيعين المصريين.. هذه التساؤلات كانت موضوعا لهذا التحقيق. تقول الإعلامية سناء منصور: لا أري مانعا من تقديم المذيعين اللبنانيين لبرامج المنوعات لأن لديهم القدرة علي تقديم هذه النوعية من البرامج بسلاسة وبدون عقد نفسية, وبرامج المنوعات ملائمة أكثر للمذيعات اللبنانيات عن المصريات لأن المذيعة المصرية تحكمها خلفية وتراث وحسابات غير موجودة عند اللبنانيات, لكني أري أن تقديمهم لبرامج حوارية أو سياسية أو نشرات أخبار لا داعي له فالمصريون يمكنهم القيام بهذا الدور علي أكمل وجه وتضيف: أرفض تماما إنتشار المذيعين اللبنانيين بصورة كبيرة ليصبحوا بديلا عن المذيع أو المذيعة المصرية ولا يوجد أي مسئول عن تليفزيون بلده في مصر أو أي دولة أخري يمكن أن يسمح باكتساح الأخري لأبناء بلده. وتقول الإعلامية ريهام السهلي: أري أن الموضوع يحمل اتجاها وليس ظاهرة, ولم أشاهد إلا برنامجين فقط لنيشان ومايا دياب, وقد تميزا في تقديم البرنامجين. وهذا الموضوع لا يضايقني أو يقلقني وأري أن ذلك لا يقلل من شأننا كمذيعين مصريين فالمذيع المصري أيضا له خبراته ومميزاته والمجال مفتوح للجميع, ويمكن لكل مجتهد أن يجد مكانه وسط هذا السباق. ويقول معتز صلاح الدين المستشار الإعلامي لقنوات الحياة: إذا رجعنا للتاريخ نجد أن الشوام هم أول من أدخلوا الصحافة والمسرح في مصر, ونحن كقناة فضائية لنا جمهور عربي عريض, بالاضافة لجمهورنا المصري, ويستفيد النجوم الذين نستعين بهم من هذه الجماهيرية والشعبية التي تتمتع بها القنوات, ونحن أيضا نستفيد بجماهيرهم الذين يتابعونهم في أي قناة, وبالتالي فالحدود الفضائية لم تعد موجودة, وكما نستعين بالنجوم العرب كنيشان لا نغفل دور النجوم المصريين مثل معتز الدمرداش وشريف عامر, ومن نجوم الرياضة حازم إمام وخالد بيومي وأيضا الليبي حازم الكاديكي. ويقول الناقد طارق الشناوي: هذه الظاهرة مرتبطة بانه أصبح يحكمنا الآن كإعلام قانون الفضاء وليس قانون الأرض, في الماضي كنا نتعامل فقط في الدراما والشاشة من خلال كل ما هو مصري, وقبل عشر سنوات بدأنا علي مستوي الدراما نري بعض الممثلين والمؤلفين والمخرجين العرب علي خريطة الدراما المصرية وشيئا فشيئا ظهر أيضا المذيع العربي أو اللبناني علي وجه الدقة, مما يعد نتاجا لتفشي قانون الفضاء الذي يعني أنك تستعين بالورقة الرابحة بغض النظر عن الجنسية سواء كان مصريا أو لبنانيت أو تونسيا بدليل أن أشهر مذيع كرة قدم الآن هو عصام الشوالي التونسي وعندما أراد المخرج عمرو عرفة في فيلمه' حلم عزيز' الإستعانة بمعلق رياضي وقع إختياره علي عصام الشوالي وليس أي مذيع مصري كروي آخر, وهذا يعني أن الشوالي لديه مردود شعبي في مصر يتفوق به علي أي مردود أو جماهيرية للمذيع المصري في مصر. فالقانون السائد هو أن هؤلاء المذيعين يحققون للقناة الفضائية رواجا تسويقيا علي مستوي العالم العربي, وأيضا قدرا من النجاح لا يمكن إنكاره, والموضوع في النهاية الأمر لعبة إقتصادية ينبغي أن ندرك تفاصيلها, وأري أن الجوانب الإيجابية للموضوع أكبر بكثير من الجوانب السلبية حيث إنها ستدفع المذيع المصري للإجادة أكثر لأنه لا توجد حماية له حتي في بلده لمجرد أنه يحمل الجنسية المصرية.