في جرائم القتل المختلفة, عادة ما يكون هناك دافع لارتكاب الجريمة, ولكن عندما يختفي الدافع ويصبح غير واضح يجعل الجريمة أكثر تعقيدا وعمقا مثلما حدث في الجريمة البشعة التي وقعت بمدينة الفشن في بني سويف. بعدما قام الجاني بقتل ضحيته ودفن الجثة تحت بئر السلم, وأقام عليها حائطا من الطوب والأسمنت والأسباب مازالت مجهولة!! ترجع وقائع الجريمة عندما تقدمت زوجة المجني عليه حميدة قرني زكي(21 سنة) ربة منزل ببلاغ إلي رئيس مباحث مركز الفشن يفيد باختفاء زوجها المدعو رجب سيد حسن(30 سنة) حداد الذي تغيب منذ نحو أسبوعين, واتهمت الزوجة في بلاغها أحمد أبو بكر طه(32 سنة) الشهير بأحمد أبو بكري بالتسبب في اختفاء زوجها وقالت في البلاغ إنه في يوم الأثنين الموافق17 سبتمبر الماضي حضرت سيدة منتقبة إلي الورشة التي يعمل بها رجب أسفل منزله وطلبت منه أن ينتقل معها إلي منزل لأخذ مقاسات للقيام ببعض أعمال الحدادة وعندما وصلا للمنزل خرج أحمد أبو بكر واتفق مع رجب علي القيام بأعمال حدادة داخل المنزل إلا أن زوجها لاحظ وجود حفرة داخل المنزل وبعدما عاد لمحل عمله بالورشة قص علي شقيقه هشام ما حدث وفي صباح يوم الأربعاء استيقظ المجني عليه علي مكالمة هاتفية من أحمد أبو بكر يطلب منه الحضور إلي المنزل للقيام بأعمال الحدادة المتفق عليها, وتوجه المجني عليه لمنزل أحمد أبو بكر وعندما تأخر عن العودة لمنزله حتي الساعة الحادية عشرة مساء اتصلت به زوجته علي هاتفه المحمول إلا أنه لم يرد عليها, وبعدها أغلق الهاتف تماما. بدأ القلق ينتاب الزوجة توجه مرزوق شقيق المجني عليه وبعض جيرانه لسؤال أحمد أبو بكر علي شقيقه رجب فارتبك وقال إنه تقابل مع المجني عليه في الشارع ولم يتفقا علي أعمال الحدادة ثم تركه ولم يعلم عنه شيئا بعد ذلك. وقد دارت الشكوك حول أحمد أبو بكر وطلبنا منه الذهاب لمنزله كما تقول الزوجة في بلاغها- ولاحظنا وجود حفرة مغطاة داخل المنزل ورائحة بخور وأكد أحمد أبو بكر أن هذا المنزل كان مغلقا منذ عام تقريبا, ولكننا لاحظنا وجود أشياء تدل علي أن هناك من تردد علي المنزل منذ فترة قريبة. وفي يوم الأحد الماضي توجه شقيق المجني عليه ومجموعة من أصدقائه وجيرانه للحفر في منزل المتهم للبحث عن المجني عليه في الحفرة المغطاة وفي اليوم الأول توصلوا بالحفر لعمق7 أمتار وفي اليوم الثاني وفي أثناء القيام بعمليات الحفر لاحظ أحد الأشخاص الموجودين انبعاث راحة كريهة من أسفل السلم فتوقفوا عن الحفر وتوجهوا ناحية السلم وقاموا بإزالة التراب الموجود بجانب السلم فازداد انبعاث الرائحة ووجدوا حائطا صغيرا كبيرا بالطوب والاسمنت أسفل بئر السلم وعندما بدأوا في إزالته اكتشفوا وجود جثة المجني عليه وتوصلت جهود البحث التي قام بها النقيب مصطفي أبوعقرب رئيس مباحث الفشن ومعاونو مباحث المركز بإشراف اللواء زكريا أبو زينة مدير المباحث الجنائية أن الفتاة المنتقبة التي اصطحبت المجني عليه لمنزل المتهم قبل واقعة قتله بيومين تدعي آلاء ربيع أمين عبد الوهاب(15 سنة) طالبة بالصف الثالث الإعدادي وذكرت أنها متزوجة عرفيا من المتهم, وهو الذي طلب منها إحضار المجني عليه للمنزل قبل واقعة قتله بيومين وبعد ذلك أحضره الجاني في اليوم الذي تم فيه التخلص منه وروت تفصيليا كيف قام المتهم بقتل المجني عليه وقالت إن الجاني قام بارتداء جوارب اليد وأخذ شومة وأبلغها بأنه سيقوم بالتخلص من المجني عليه ولما سألته لماذا ستفعل ذلك لم يرد. وبعد ذلك سمعت صوت المجني عليه وهو يستغيث بأصوات مخنوقة وعندما خرجت من الغرفة لأشاهد ماذا يحدث فوجدت المتهم ينهال بالضرب علي المجني عليه وهو ملقي علي الأرض وغارق في دمائه وبعد ذلك قام بدفنه تحت السلم في حفرة قام بإعدادها مسبقا وهددني لعدم إفشاء الجريمة, وكأنني لم أر شيئا وانصرفت من المنزل.