كفر الشيخ علاء عبدالله: الملاحة اسم يطلق علي قرية الفقهاء البحرية بمركز سيدي سالم بكفر الشيخ.. هذه القرية عنوان لمعاناة75 ألف مواطن بعد أن غاب أهلها عن اهتمامات المسئولين وسقطت من ذاكرة المحافظين.. حياتهم أشبه بحياة مواطني العصور الوسطي, فالطرق عبارة عن مدقات ترابية ومياه الشرب ملوثة والصرف الصحي لم يصل إلي هناك, والكهرباء دائمة الانقطاع, والوحدة الصحية الوحيدة متهالكة ولايوجد بها متخصصون باستثناء الاسعافات الأولية. أبناء هذه القرية طيبون راضون بالواقع الذي يعيشون فيه بعد أن بح صوتهم دون فائدة لما يعانوه من مشاكل أمام أبواب المسئولين. أهل هذه القرية اتجهوا إلي الله وأخذوا شهرة في حفظ القرآن الكريم, ولاتخلو مسابقة دينية عن فوز أحد أبناء القرية بأي من مراكزها. في البداية يؤكد الحاج فتحي محمد علي, أحد أبناء القرية, أن الدولة أهملت قريتهم لسنوات عديدة وكأن أبناءها من عالم آخر ليس لهم حق في الحياة. أن مشكلة تلوث مياه الشرب والتي أدت إلي انتشار العديد من الأمراض تعد أم المشاكل ولأن رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة قد أكد أن المحافظة ذات طبيعة خاصة لكونها تقع في نهايات الترع والمصارف علي مستوي الجمهورية فإن الامر يتطلب مراحل تنقية أكثر بمحطات مياه الشرب وقرية الملاحة تقع في نهاية النيل وبالتالي تصيبنا العديد من الأمراض الفتاكة مثل الالتهاب الكبدي الوبائي والفيروسات الكبدية وأمراض الكلي والأورام نظرا لتلوث المياه واختلاطها بالصرف الصحي. ويضيف مغازي سيد أحمد, محام من أبناء القرية, أن مشكلة الصرف الصحي بالقرية تعد من المشاكل الملحة, حيث قام الأهالي بعمل صرف بدائي بالقرية بالجهود الذاتية بعد تقاعس الحكومة, خاصة في ظل اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي بالإضافة إلي ارتفاع منسوب المياه الجوفية الذي يهدد منازل القرية بالانهيار. ويؤكد مجدي خلف أبو الوفا مدرس بالأزهر الشريف من أبناء القرية أن المعهد الديني الوحيد بالقرية الذي تم إيقاف العمل به منذ زلزال1992 قد أدي إلي إرهاق أبناء القرية لاضطرارهم إلي الذهاب للمعاهد الأزهرية بالقري الأخري التي تبعد أكثر من5 كيلو مترات وذلك رغم أن قرية الملاحة هي القرية الأولي علي مستوي مركز سيدي سالم في حفظ القرآن الكريم. ويضيف محمد حسن محمد من أبناء القرية حاصل علي معهد فني تجاري, أن القرية تعاني البطالة مما أدي إلي هجرة الشباب من أبنائها إلي الدول العربية, كما أن القرية ليس بها أي مدارس للتعليم الفني أو التدريب أو التعليم المهني والحرفي, كما تعاني النقص الحاد في اسطوانات البوتاجاز والسولار والبنزين وارتفاع الأسعار. وأشار أحمد توفيق, إمام وخطيب بالقرية إلي أن القرية, تعاني الطرق السيئة خلافا لقرية بنهسي المجاورة التي تضم المعهد الأزهري والمدرسة الإعدادي والمدرسة الثانوية بنات الوحيدة بالمنطقة. كما تعاني القرية انقطاع التيار الكهربائي بصفة دائمة مما أدي إلي تلف الأجهزة الكهربائية والأطعمة والمأكولات المحفوظة بالثلاجات بالإضافة إلي انقطاع مياه الري لأكثر من10 أيام متتالية في كل مرة مما يؤدي إلي بوار الأراضي الزراعية.