خلال مشاركته في المؤتمر العام الرابع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا, أكد الرئيس محمد مرسي الأهداف والتاريخ المشترك بين مصر وتركيا, مؤكدا أن الأهداف المشتركة بين البلدين العدالة والنهضة والحرية والتنمية. وأكد مرسي أن رسالتنا المشتركة بين شعب مصر وتركيا وأنها رسالة بين شعوب الأرض وهي رسالة السلام والاستقرار لكل أهل الأرض. وأضاف أن العالم كله ينظر إلي التجربة التركية باحترام وتقدير, موضحا:لقد رأيت في كلمات رئيس الوزراء التركي صدقا وعزيمة وتعبيرا عن إرادة هذا الحزب وعن طبيعة هذا الشعب الذي مازال لديه الكثير, يؤدي بدقة واتقان وهو يحافظ علي هويته ويتخذ كل الوسائل لكي ينمو بقوة في عالم يحترم من يعتمد علي نفسه وعلي امكانياته ويشق طريقه بارادته الحرة. وأكد مرسي أنه ينقل للشعب التركي إعجاب شعب مصر بتجربته, موضحا أن الشعب المصري قد اشتاق عبر زمن طويل إلي الحرية والعدل والمساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية,ولذلك قام بثورة25 يناير. ومضي الرئيس محمد مرسي قائلا لقد كان أول رئيس في العالم يزور مصر ليهنئ الشعب المصري بعد الثورة بأيام قلائل بنجاح ثورته, وليعلن من القاهرة وقوف تركيا شعبا وقيادة إلي جانب الشعب المصري, هو الرئيس عبد الله جول رئيس تركيا. وقد التقي حينئذ الرئيس جول بالقيادة المصرية متمثله بالمجلس العسكري للقوات المسلحة التي حافظت علي الثورة, كما التقي بكل ألوان الطيف السياسي المصري بالشباب والأحزاب والقوي الوطنية السياسية, وذهب إلي ميدان التحرير ورأي من خلال ذلك حضارة المصريين وثورتهم السلمية الناجحة, وقد كانت الزيارة ذات قيمة إيجابية كبيرة بالنسبة لنا في هذا التوقيت. وفي غضون ذلك, دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الذي جاء- تحت شعار شعب عظيم يمتلك قدرة عظيمة..هدفنا عام2023- الصين وإيران وروسيا لإنهاء دعمهم للنظام السوري, محذرا من أن التاريخ لن يسامح من وقفوا بجانب الأنظمة الوحشية. ووجه أردوغان التحية للأبطال في سوريا الذين يدافعون عن الحرية والكرامة, قائلا أتوجه بالتحية والتقدير لأبطال سوريا في جميع المدن الذين يناضلون من أجل الحرية والكرامة, أحيي من هنا أربيل, السليمانية ودهوك وبغداد والقاهرة والقدس ودول آسيا وأفريقيا والعالم جميعا. وأوضح أن النظام السوري يقتل شعبه, وأن هناك250 ألف لاجئ سوري منهم نحو100 ألف في تركيا. وحول قضية الرسوم المسيئة, قال رئيس الوزراء التركي أنه لا يمكن اعتبار الإساءة للنبي علي أنها حرية تعبير, وأن انتشار ظاهرة الاسلاموفوبيا أمر غير مقبول. ودعا أردوغان الحكومتين الفرنسية والألمانية إلي الوقوف أمام هذه الظاهرة, محذرا من أنها ستؤدي إلي صراع الحضارات. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية, قال أردوغان إن إسرائيل تظلم الشعب الفلسطيني ونحن راجعنا سياساتنا مع إسرائيل علي ضوء ظلمها للشعب الفلسطيني, وإننا سنقف الي جانب الشعب الفلسطيني وإلي جانب جميع الشعوب المقهورة في البوسنة وميانمار والصومال وفي كل مكان في العالم. وجدد عزم حكومته علي محاربة الإرهاب في مدن جنوب شرق البلاد مهما تصاعدت هجماته الإرهابية, مضيفا أنه لا توجد اي علاقة بين مواطنيننا الأكراد في تلك المناطق والمنظمة الإرهابية. وعدد الإنجازات الاستثمارية العملاقة التي تم تدشينها خلال السنوات الماضية, معربا عن أمله في فتح صفحة جديدة لا تتضمن العنف بل تضامن وتعاون مع اخواننا الأكراد في هذه المرحلة الجديدة. ودعا الأكراد إلي الوقوف بحزم ضد اعضاء المنظمة الارهابية وقال ايضا أنه بصدد رسم خارطة الطريق مع الاخوة الاكراد للتوصل لحل المشكلة الكردية بالطرق السلمية التي تستغلها المنظمة الإرهابية لصالحها نود حل المشكلة الكردية بالطرق السياسية مع اخواننا الاكراد ونحن نتعامل مع السلام والديمقراطية رغم كل ذلك. ومن المقرر أن يجري مرسي مباحثات ثنائية مع كل من الرئيس التركي ورئيس الوزراء تتناول العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها, إلي جانب بحث الملف السوري في ظل المبادرة الرباعية التي دعا إليها الرئيس مرسي, وتضم الي جانب مصر, تركيا وإيران والسعودية, للعمل علي وقف نزيف الدم السوري وإيجاد حل للوضع المتأزم هناك, كما سيبحث الجانبان أيضا الملف الفلسطيني. ويعد الملف الاقتصادي أحد أهم الملفات المهمة التي سيتم بحثها خلال الزيارة, خاصة أن التجربة الاقتصادية التركية وإعادة بناء الاقتصادي التركي جديرة بالبحث وتستحق الدراسة والرصد للاستفادة منها في دعم الاقتصاد المصري خلال المرحلة الراهنة. ومن المتوقع أن يعلن أردوغان المسئولين الجدد في حزبه المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة خلال السنوات الثلاث المقبلة كما سيعلن الأهداف السياسية حتي عام2023 حيث تحتفل الجمهورية التركية بمائة عام علي تأسيسها. كما سيتطرق للخطوط العريضة للرؤية المستقبلية لحزبه علي مدي السنوات العشر القادمة إضافة إلي تطرقه إلي الدستور الجديد وتقييم التطورات الجارية في سوريا والربيع العربي والهجمات المتزايدة من الانفصاليين الأكراد علي أعمال المؤتمر.