عزة سامي : مع اقتراب المنافسة من ساعة الصفر وبعد ان بات واضحا ان الرئيس الأمريكي أوباما المنتهية ولايته هو الأقرب للفوز علي منافسه الجمهوري ميت رومني بعد سلسلة من التصريحات التي أصابت الناخبين الأمريكيين بالصدمة وجعلت استطلاعات الرأي تأخذ منحني الارتفاع في اتجاه أوباما, بدأت الصحف العالمية والإسرائيلية تتابع عن كثب ردود فعل المؤشرات الأخيرة علي حالة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو الذي أصبح بحق في وضع لا يحسد عليه: فمنذ اللحظة الأولي لانطلاق مارثون الانتخابات الأمريكية ونتانياهو يراهن علي المرشح الجمهوري ميت رومني, ليس فقط لكونه يفضل الجمهوريين علي الديمقراطيين باعتبار أنهم الأقرب إليه من حيث الفكر والمواقف, إنما أيضا لان علاقته بأوباما لم تكن أبدا علي ما يرام, بل ان التوتر والجفاء هما اقل ما يمكن ان توصف بها هذه العلاقة, فليس خافيا علي أحد خلافاتهما الحادة حول المستوطنات, الأمر الذي أحرج أوباما وحال دون تحقيق أي تقدم علي صعيد عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل, وقد اعتبرت واشنطن إصرار نيتانياهو علي الاستمرار في عملية البناء بمثابة تحد لإرادة الإدارة الأمريكية ودليل علي سوء نية تل أبيب وعدم رغبتها في إنهاء الصراع من خلال حل سلمي يقوم علي أساس فكرة إقامة الدولتين وهي المبادرة التي دعا إليها أوباما وتبناها إلا ان عناد نيتانياهو كان العقبة الأساسية في سبيل تحقيقها, نقطة الخلاف الثانية كانت في إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي علي ضرورة اتخاذ التدابير الفورية لضرب إيران للحيلولة دون استكمال مشروعها النووي الذي تعتبره إسرائيل بداية النهاية للدولة اليهودية, أما واشنطن فكانت تفضل الاستمرار في الجهود الدبلوماسية وتشديد العقوبات الاقتصادية. وصلت العلاقات بين الطرفين إلي أدني مستوياتها ولم يكن من السهل علي رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي اعتاد علي كون بلاده( الطفل المدلل) للإدارات الأمريكية علي مر العقود, ان يجد نفسه شخصا غير مرحب به في واشنطن وعليه فقد كان قراره بالانحياز التام لرومني الذي كان من جانبه اشد تحمسا في التوجه نحو الحليف الإسرائيلي, وخلال زيارة قام بها في يوليو الماضي لتل أبيب ابتغاء دعم اللوبي اليهودي في أمريكا, لم يتردد في إعلان القدس عاصمة لدولة إسرائيل والتصريح بان الفلسطينيين لا يريدون السلام وأنهم أدني ثقافيا من المجتمع الإسرائيلي. تصور نيتانياهو ان فوز رومني بترشيح الحزب الجمهوري بينما يعاني أوباما من انخفاض شعبيته في ظل أزمة اقتصادية لم ينجح في إنهائها خلال فترة ولايته الأولي هو بمثابة نهاية لكابوس تدهور العلاقات مع الإدارة الأمريكية الحالية, أما وقد بدأت الاتجاهات تشير إلي احتمال إعادة انتخاب أوباما لفترة ولاية ثانية, فكثيرون داخل حزب الليكود الذي يتزعمه نيتانياهو يتساءلون إذا لم يكن هذا الأخير قد أخطأ برهانه علي الحصان الخاسر وانه بوضعه البيض في سلة رومني قد يجد نفسه مضطرا خلال الأربع سنوات القادمة للتعامل مع إدارة ناصبها العداء.