في حفل واحد مدته ساعتان بالضبط شاهدت تلك الإحتفالية التي اقامتها دار الأوبرا المصرية في بداية موسمها الجديد. الواقع أن الأوبرا لم تكن في إجازة خلال أغسطس كما تعارف منذ فترة ولكن خلال هذا الشهر كان أكبر مهرجان للموسيقي والغناء بقلعة صلاح الدين بالقلعة لجمهور الشباب والأسر المصرية البسيطة التي لاتجد مايروي ظمأها بالفن فكان هذا المهرجان الذي يقام سنويا داخل القلعة.. وفي الاوبرا المصرية كان الاحتفال بالموسم الجديد الذي حضره وزير الثقافة د. محمد صابر عرب وعدد من سفراء الدول الأجنبية بالقاهرة وكان البرنامج قد بدأ بواحدة من أصعب وأجمل ماكتب بيتهوفن للأوركسترا وهي الحركة الرابعة من السيمفونية التاسعة التي يشارك فيها الكورال وهنا تجاوز عدد الكورال اكثر من 200 من المغنين الأوبراليين مع السوليست رضا الوكيل وإيمان مصطفي وجولي فيظي وهشام الجندي. بعد ذلك كان الأوركسترا الإحتفالي للموسيقي العربية والتي يقودها خمسة من قادة الأوركسترا الجدد اشرف عزت وعلاء عبد السلام وأحمد عامر ومصطفي حلمي وإيهاب عبدالحميد. ولعل من أجمل ماشاهدت بعد فقرات الموسيقي العربية والإنشاد الديني هو ظهور قادة الأوركسترا الحاليين أو القدامي لتحية الشباب في تأكيد أن مصر وليست دار الاوبرا فقط كما يقال في الأمثال العامية مصر ولادة. أيضا كان لدينا البالية في مشهد من باليه النيل بمشاركة موسيقي مصرية هي موسيقي النيل التي كتبها الموسيقار عمر خيرت وأيضا قام مع الاوركسترا بالعزف علي البيانو ولتقدم لنا الأوبرا أيضا بعضا من ملامح الموسم القادم الذي ستشارك فيه عدد كبير من الدول الزائرة. كما قدمت من خلال شاشة سينما بعضا من فنونها التي لم يتسع الوقت لتقديمها للمتلقي في هذا الاحتفال. حقيقة ما خرجت به من هذا الحفل هو الإحساس بأن الفن.. خاصة الفن رفيع المستوي الذي شاهدناه وشاهده معنا د. ياسر علي المتحدث باسم رئيس الجمهورية د. محمد مرسي.. كان لوجوده أثر في نفس الجميع بأن ثمة اهتماما بالفن ذلك الذي نتفوق فيه علي ما حولنا من الدول العربية وما نفخر به أمام العالم. تحية واجبة للدكتورة إيناس عبدالدائم رئيس الأوبرا وتحية للفنانة جيهان مرسي التي أخرجت الحفل وتحية لكل فنان جاد يقدم مايثري به وجدان المواطن المصري.