أفضل نماذج السرقة فى التاريخ المالى والمصرفي، يوضحه موجز للكارثة المالية العالمية التى جرت سنة 2008، وذلك حسب شرح «جوجل»: كان (مستر x) يستأجر شقة بمبلغ 700 دولار شهريا، ويحلم بأن يمتلك بيتا، ورغم أنه لا يمكنه الاقتراض بسبب انخفاض راتبه، لكن مكتبا عقاريا ساعده. واشترى (مستر x) بيتا فى شارع «البؤساء» يسدد ثمنه على دفعات شهرية تساوى إيجار شقته، ومع استمرار ارتفاع أسعار البيوت، ارتفعت قيمة البيت، فحصل على قرض جديد قدره 30 ألف دولار مقابل رهن جزء من البيت، وأنفق المبلغ على إجازة فى جزر «واق الواق»، واستخدم الباقى كدفعة لشراء سيارة جديدة. لكن (مستر x) لم يقرأ عقد شراء البيت جيدا، وبخاصة الكلام الصغير فى أسفل الصفحات، الذى يقول إن أسعار الفائدة ترتفع كلما رفع البنك المركزى أسعار الفائدة، وأنه لوتأخر عن الدفع فإن أسعار الفائدة تتضاعف 3 مرات، وأن المدفوعات الشهرية الأولى تذهب كلها لسداد الفوائد، وليس لتمليكه جزءا من البيت. ولما رفع البنك المركزى أسعار الفائدة، ارتفعت الدفعات الشهرية، ثم ارتفعت بعد مرور عام حسب العقد، وعندما وصل القسط الشهرى إلى 950 دولارا تأخر (مستر x) فى الدفع، فارتفع القسط إلى 1200 دولار شهريا، ولأنه لا يستطيع الدفع تراكمت عقوبات إضافية وفوائد على التأخير، وتوقف عن الدفع، وطرد من بيته، وعانى مع الآلاف مشكلة انهيار أسواق العقار. والبنك الذى قدم قرضا ل (مستر x) كان ينبغى أن تقتصر أرباحه على الفوائد التى يحققها من القرض، ولكنه باع القرض على شكل سندات، وأخذ عمولة ورسوم خدمات، وحوّل المخاطرة إلى المستثمرين الجدد، الذين صاروا يملكون سندات مدعومة بعقارات، ويحصلون على عوائد مصدرها مدفوعات (مستر x) الشهرية، الذى لو أفلس لأمكنهم أخذ البيت وبيعه. ولكن المستثمرين رهنوا السندات بدورهم، باعتبارها أصولا، مقابل ديون جديدة للاستثمار فى شراء مزيد من السندات، أى استخدموا ديونا للحصول على مزيد من الديون! وأمكن استدانة 30 ضعف قيمة الرهن. وباختصار: أصبح (مستر x) يعتقد أن البيت بيته، لأنه اشتراه. والبنك أيضا يرى أن البيت ملكه، لأن لديه كمبيالات البيع. والمستثمرون يرون أن البيت نفسه ملكهم، لأنهم يملكون السندات. وبما أنهم رهنوا السندات، فإن البنك الجديد الذى قدم لهم القروض، يعتقد أن هناك بيتا فى مكان ما يغطى قيمة السندات. لكن القصة لم تنته بعد!.. فقد قامت البنوك باختراع طرق جديدة للتأمين، بحيث يقوم حامل السندات بدفع رسوم تأمين شهرية تضمن له سداد قيمة السند إذا أفلس البنك أو صاحب البيت، الأمر الذى شجع المستثمرين على اقتناء مزيد من السندات. فى النهاية.. توقف (مستر إكس) عن سداد كل الأقساط، وكذلك فعل الجميع، ففقدت السندات قيمتها، وأفلست البنوك الاستثمارية وصناديق الاستثمار المختلفة، أما الذين اشتروا تأمينا على سنداتهم، فقد حصلوا على قيمتها، فأفلست شركة التأمين »IIG«، فخفضت البنوك عمليات الإقراض، فبدأ الكساد الكبير، وأجبرت الحكومات على ضخ كميات هائلة من النقود لإنعاش الاقتصاد الذى بدأ يترنح تحت ضغط الديون للاستثمار فى الديون! يا ترى قدرت أوصل الرسالة؟ لمزيد من مقالات معتصم راشد