فى 8 يناير الماضى فقط أعلن الاتحاد الإفريقى لكرة القدم، إسناد تنظيم بطولة الأمم الإفريقية إلى مصر، بعد سحبها من الكاميرون واعتذار المغرب، وتقدمت مصر وجنوب أفريقيا للكاف من أجل استضافة البطولة وخلال التصويت حصد الملف المصرى 16 صوتا وجنوب إفريقيا صوتاً واحداً، من أصل 18 صوتا أعضاء المكتب التنفيذي، وكانت الدولة المصرية وكل مؤسساتها قادرة على هذا التحدى سواء إحداث نقلة نوعية فى الملاعب الستة التى ستحتضن مباريات البطولة اعتبارا من اليوم وهى استادات «القاهرة الدفاع الجوى السلام الإسكندريةالإسماعيليةالسويس»، وشكلت مجموعات عمل من الحكومة والاتحاد المصرى لكرة القدم واللجنة المنظمة لتعمل على مدار ساعات اليوم، لوقت قصير للغاية نحو 5 شهور وتسارعت وتيرة العمل من أجل تحقيق الإنجاز التاريخي، ولكى تخرج هذه البطولة كحدث فريد كنا ننتظره فى تلك الظروف، ولنعطى رسالة لكل العالم عن حقيقة ما تم فى مصر من تنمية واستقرار سياسى واقتصادى وأمني. دخلت كل الجهات فى منظومة واحدة هدفها تحقيق هذا النجاح الذى يستحقه الوطن والشعب الذى ناضل سنوات عديدة، حتى يسترد حريته وكرامته وحقه فى حياة كريمة يستحقها، وكانت البداية من الملاعب والمدرجات والطرق والفنادق، وتم تجهيز البنية التحتية طبقا للمستويات العالمية، سواء نظام الدخول لحضور المباريات ولأول مرة يتم تطبيق نظام «تذكرتي» بالحصول على بطاقة مشجع وهى بوابة الدخول الوحيدة للملاعب فبدونها لايمكن الحصول على تذاكر المباريات، وهو نظام لأول مرة يطبق فى ملاعبنا، وسبق أن نفذته روسيا فى كأس العالم 2018، وحقق نجاحا كبيرا فى مسألة تنظيم حضور المباريات، وتتولى شركة «تذكرتي» هذه المنظومة الجديدة، والتى ستكون مستمرة بعد أمم إفريقيا، فى كل الأحداث الرياضية على أرض مصر، وهو مايعنى عودة الجماهير للمدرجات فى الموسم الرياضى الجديد، واشتغلت الجهات المعنية على المحاور المختلفة وكانت بداية ملهمة قرعة البطولة التى تمت تحت سفح الهرم فى أبريل الماضي، وتابعها أكثر من مليار و200 مليون مشاهد حول العالم، وأشادت كل وسائل الإعلام الدولية بأجواء القرعة وهى بداية مبشرة لما سنراه الليلة فى حفل افتتاح البطولة عند الثامنة مساء، والذى سيشاهده حسب التوقعات قرابة مليارى مشاهد حول العالم، وسيكون الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مقدمة الحاضرين إلى جانب عدد كبير من قادة الدول الإفريقية المشاركين فى البطولة ورؤساء حكومات ووزراء ورئيس الأتحاد الدولى إنفانتينو ورئيس الأتحاد الإفريقى أحمد أحمد، وسيكون قرابة 70 ألف مشجع يملأون مدرجات إستاد القاهرة، والذى أصبح جاهزاً بعد أن شهد تغيير الأرضية من العُشب الأخضر وأصبح مثل الملاعب الإنجليزية واستبدال المقاعد بالكامل مع رفع كفاءة الإضاءة وغرف ملابس الفرق والحكام بما يتوافق مع المتطلبات العالمية، وسابقت جميع الجهات والشركات التى أسندت لها المهمة، الزمن، لتقدم صورة مصر الحقيقية، وعلى مدى الأيام الماضية تفقد الرئيس السيسى استاد القاهرة للأطمئنان على جاهزيته لاستقبال هذا الحدث الرياضى العالمى إلى جانب تفقد استاد الدفاع الجوى ولقاء لاعبى المنتخب الوطنى وحثهم على بذل الجهد والتحلى بالروح الرياضية باعتبارهم قدوة للشباب. نجاح مصر فى هذه البطولة هدفنا جميعا ويتطلب من كل المحبين لبلدهم العمل من أجل تحقيق هذا الهدف من دعم المنتخب الوطنى ونشر الإيجابيات وعدم السير وراء دعوات هدفها إحباط المصريين أو تشويه الصورة الجميلة للشعب العظيم، ولنعلم أن حملات الخونة من الجماعة الإرهابية وقنواتهم العميلة مستمرة ضد بلدنا بهدف خلق بلبلة وتخويف الناس من عدم الحضور ومحاولة إيجاد وضع لهم على الأرض، وهنا واجب على كل المصريين أن يكونوا حائط الصد الأول فى الدفاع عن بلدهم ومواجهة الشائعات والأكاذيب التى تروج لها الأذرع الإعلامية الإرهابية، فنجاح البطولة وتنظيمها يصب فى مصلحة الشعب والوطن، ولتكن أمم إفريقيا مسئولية 100 مليون مواطن لنصل إلى هدفنا، وبإذن الله سوف ننجح وستكون هذه البطولة الأفضل فى تاريخ القارة، مصر تستطيع.. لمزيد من مقالات أحمد موسى