فقط دع عنك كل تلك الأفكار سيئة السمعة التى التصقت بالصبار تاريخيا، وادخل مشتل عم حسن وتأمله وسط باقى النباتات والأشجار بألوانها وأشكالها المختلفة وستعرف حتما أن الصبار هو ملك النباتات.. لكنه مظلوم. فقد كان نصيبه هو الجلوس بجوار الراحلين فى المقابر ليس لأنه حزين، لكن لأنه يصبر على جفاء الزائرين ويحتفظ بداخله بأكبر قدر ممكن من مقومات الحياة رغم وقوفه على ناصية المستقر الأخير. وعلى غير المتوقع تماما، فقد يصل سعر نبتة صبار معمرة إلى آلاف الجنيهات. ولا يقدر ذلك إلا الراسخون فى عالم النباتات. عم حسن عاشر الصبار جل سنوات عمره وتعلم منه الحب والعطاء… ويؤكد أن ما عند الصبار ليس عند غيره. فزهرة وردية اللون تقف وسط أشواك الصبار من المستحيل أن تجد لها مثيلا بين كل الزهور الوردية فى أى نبات آخر. ومثل كل نبات، فإن الصبار يشعر بصاحبه الذى يرويه ويوده وينظر إليه بحب. و لعل هذا ما يجعل لحظة البيع التى ينتظرها كل مشتاق لنبتة غالية الثمن شديدة الصعوبة بعد كل هذه العشرة. فالصبارة الواحدة قد تشهد مولد أحفاد الأحفاد.