المثير للدهشة فى واقعة نشر مجلة (فورين بوليسى) مقالاً لوزير الاستثمار الإخوانى يحيى حامد، ليس فقط سطحية المقال وانحيازه وخُلوّه من أى معلومات مُوَثَّقة ونزوعه لأحكام قاطعة دعائية عدوانية دون سند، بل وتعارضه مع تقارير لمؤسسات دولية تعتدّ المجلة عادة بأحكامها، وإنما فى تعارض كل هذا مع الشهرة الذائعة للمجلة بأنها جادة وعلمية ومحايدة، كما أنها تنشر المقال فى سياق مادة الرأى والحوار ودون وجهة نظر أخرى إلى جواره, أو أن تدعو من له رأى آخر بالرد مستقبلاً، بل إنها تعلن انحيازها علناً للكاتب عندما تقدّمه للقراء بأنه عمل فى آخر حكومة انتُخبت ديمقراطياً! وكأنها تجهل أن رئيسه مرسى اقترف جريمة العدوان الجسيم على الدستور بعد نحو أربعة أشهر فقط من ولايته، واعتدى اعتداء صريحاً على السلطة القضائية بعزل النائب العام وتعيين أحد كوادر جماعته مكانه..إلخ، وكان هذا أدعى لعزل مرسى ومحاكمته آنذاك، لا أن يُنسَى كل هذا وأن يُذكَر له بعد سنوات أنه انتُخِب ديمقراطياً! كما تجاهلت المجلة أن الكاتب درس فى كلية الألسن، التى هى أبعد ما تكون عن تخصص وزارته، وأنه ثانى أصغر وزير فى تاريخ مصر بعد فؤاد باشا سراج الدين! وإذا كانت أسباب وصول الباشا للمنصب مفهومة، فإن الدفع بالكاتب للمنصب الرفيع فى هذه السن الصغيرة لم يكن لشىء سوى لأهميته للجماعة. ولا يمكن للمجلة أن تعتبر أن الكاتب هرب من مصر بسبب اضطهاد، لأن المعلومات المنشورة تؤكد أن القضاء أدانه فى واقعة ضرب طفل، وهى واقعة مسجلة بالصوت والصورة، وحتى إذا كان الطفل يتظاهر ضد الإخوان فإن ضربه جريمة فى كل البلاد المتحضرة! وقد قبلت المجلة للكاتب أن يمارس على صفحاتها مهام وظيفته التى يتولاها منذ هروبه من حكم القضاء، فى إدارة شبكات الإخوان الإلكترونية التى تدافع عن الجماعة! وهذه جميعاً معلومات متاحة عن الكاتب، فإذا زعمت المجلة أنها تجهلها فهى تنتقص من مكانتها التى وصلت إليها لأسباب كثيرة منها أنها لا تجهل مثل هذه الأشياء. لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب