برغم رحيله عن عالمنا، إلا أننا نكاد نجد بصمات الفنان التشكيلى سامى رافع فى كل شبر ومناسبة وذكرى بمصر، بفرشاته وأزميله لون صفحات التاريخ، وتخطى بفنه القاعات الفنية المصمتة وجدران المتاحف المغلقة، وجعل من فنه شريكا للناس فى العديد بالمدن المختلفة، وتجده شاخصا أمامك عند النصب التذكارى الذى صممه، فإذا مررت بميادين مدينة نصر والعاشر من رمضان والسادات، إذ تجد أزميله وفنه وعبقريته متجسدة فى شعاراتها، فقدته مصر فى 15 مايو الماضى عن عمر يناهز 88 عاما، بعد مشوار طويل قدم خلاله أعمالا خلدت ذكريات الوطن، وتم وصفه بأنه علامة فى تاريخ الفنون المعاصرة بمصر. مسيرة رافع ولد الفنان سامى رافع عام1931 وتخرج فى كلية الفنون الجميلة قسم الديكور، وسافر بعدها إلى بعثة فى النمسا وعند عودته عام1968 أصبح أول فنان مصرى تخصص فى مسرح الأوبرا فعمل فى إدارة خشبة مسرح دار الأوبرا القديمة, كما عمل أستاذا بكلية الفنون الجميلة وظل يعمل بها حتى وفاته، تتجلى عبقرية رافع الفنية فى تصميم النصب التذكارى للجندى المجهول, القابع أمام المنصة، إذ أراد أن يكون هرما يتحدى الزمن, ويجسد قصة فنان أبدع وصمم. وتبدأ قصة النصب التذكارى منذ 1974 أثناء احتفالات الذكرى الأولى لانتصارات حرب أكتوبر, حينها اصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات توجيهاته بعمل نصب تذكارى تخليدا لذكرى شهداء الحرب.. فأطلقت وزارة الإسكان مسابقة لتصميم النصب, وتقدم لها150 فنانا وجاءت نتيجة التحكيم بفوز التصميم الخاص بالفنان سامى رافع, الذى هو عبارة عن بناء من الخرسانة المسلحة بارتفاع32 مترا عن سطح الأرض يجمع ما بين الحضارة الفرعونية المتمثلة فى الشكل الهرمى والحضارة الإسلامية المتمثلة فى الكتابات المحفورة على جدرانه بالخط الكوفى بسمك10 سم لأسماء رمزية ل71 شهيدا من شهداء الحرب متنوعة ما بين أسماء لمسلمين ومسيحيين وأسماء تنتمى لمحافظات مصر، كما أبدعت يداه العديد من الأعمال فى شوارع المحروسة وغيرها من المدن المصرية, مثل الرسوم الحائطية للخط الثانى لمترو الأنفاق بالقاهرة وتضم19 محطة تبلغ مساحة الرسوم فيها3250 مترا مربعا.. والنصب التذكارى لمدينة السادات على طريق مصر إسكندرية الصحراوى والنصب التذكارى لمدينة العاشر من رمضان بالإضافة الى تصميمات عديدة فى مجال العمارة الداخلية لأماكن مختلفة وعدد من البوسترات والشعارات وأغلفة الكتب والإعلانات والطوابع التذكارية، وشارك فى العديد من المعارض الجماعية المحلية والدولية كما اقام عدد من المعارض الخاصة, وحصل على عدد من الجوائز منها الجائزة الأولى لإعلان السلام العالمى من هيئة اليونسكو عام1962, وأربع عشرة جائزة أولى لطوابع البريد التذكارية من عام1973 الى 1975، الجائزة الأولى عن النصب التذكارى للجندى المجهول من وزارة الإسكان عام1975 والجائزة الأولى لشعار الأزهر فى عيده الألفى عام1982, كما رشح عشر مرات لجائزة النيل ولكنه لم يحصل عليها ولم يحصل على اى تكريم من الدولة . أعماله الفنية صمم ديكور أوبريت (حياة فنان) على خشبة مسرح دار الأوبرا 1970، كما صمم ديكور أوبرا (مدام بترفلاى) على خشبة مسرح الجمهورية 1981، وكذلك ديكور أوبرا (عايدة) على خشبة مسرح الجمهورية 1984، بالإضافة إلى تصميم عملتين فضيتين الأولى من فئة الجنيه بمناسبة مرور 75 عاماً على إنشاء كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1984 والثانية خمسة جنيهات بمناسبة مرور خط مترو الأنفاق تحت النيل 1999، كما صمم النحت البارز لشعار الدولة من الرخام 180 سم فى مبنى وزارة الخارجية 1992وأيضا إعادة تطوير وتجميل منطقة المسلة التاريخية بجوار مطار القاهرة الدولى.