المنتدى ملتقى لتبادل المعلومات والخبرات وعرض التجارب الوطنية للمكافحة بمشاركة 51 دولة، تستضيف مدينة شرم الشيخ المنتدى الإفريقى الأول لمكافحة الفساد ، والذى يعقد يومى الأربعاء والخميس المقبلين بمبادرة مصرية تعكس الاستعداد المصرى للتعاون ونقل الخبرات لأشقائها الأفارقة فى هذا المجال الذى حققت مصر فيه إنجازات ملموسة، وذلك تماشيا مع حرص القاهرة على مكافحة الفساد فى القارة، خصوصا مع رئاستها للاتحاد الإفريقي. ويستعرض المنتدى الجهود الوطنية فى مكافحة الفساد لعدد من الدول تنفيذا للالتزامات القارية والدولية، ومن بين هذه الدول مصر وكينيا وبوروندى وغانا وزيمبابوي، وكذلك دور مكافحة الفساد فى القارة، وتنمية قدرات الموارد البشرية فى مختلف أوجه المكافحة ، ودور الإرادة السياسية فى إنجاح جهود مواجهة الفساد. وتشارك كل من السعودية والإمارات والكويت والأردن فى المنتدي. ومن المقرر أن يشارك فى المنتدى الذى تستضيفه مصر وزراء العدل والداخلية ورؤساء هيئات مكافحة الفساد وأجهزة المحاسبات و الكسب غير المشروع فى الدول الإفريقية. ومن المتوقع حضور أكثر من 200 مسئول إفريقى رفيع المستوي، ويعد الهدف الرئيسى للمنتدى هو تشجيع الدول الإفريقية على تبنى سياسات واعتماد خطط عمل و برامج للقضاء على الفساد وتحقيق الترابط المعرفى بين جميع أنحاء القارة حول مخاطر الفساد على جهود التنمية والتحديث، وأن يمثل المنتدى ملتقى مستداما للحوار بين دول القارة وتبادل المعلومات والخبرات والتوعية بشأن التدابير والتجارب الوطنية ذات الصلة بمواجهة الفساد، تنفيذا للالتزامات القارية والدولية وكيفية تنمية قدرات الموارد البشرية فى مختلف أوجه مكافحة الفساد، وتعزيز التنسيق الحكومى الإفريقى فى هذا المجال. ويأتى انعقاد المنتدى بالتزامن مع المؤتمر الرابع لاتحاد هيئات مكافحة الفساد الذى ينعقد فى مصر، و ذلك تحقيقا للترابط وحرصا على خروج الحدثين بنتائج منسقة ومتسقة. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد أعلن، فى ختام المنتدى الثالث إفريقيا 2018، عن إطلاق المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2019 - 2022 فى إطار الاحتفال باليوم العالمى لمكافحة الفساد، الذى يوافق يومه العالمى التاسع من ديسمبر، وتفعيل نشاط الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، مع تقديم 250 منحة تدريبية للكوادر الإفريقية، العاملة فى مجال الوقاية من الفساد. وأكد الرئيس ضرورة التعاون المشترك بين مصر وأشقائها من دول القارة، فى مجالات الحوكمة ومحاربة الفساد، من خلال تبادل الخبرات والتدريب والتأهيل للأجهزة المعنية فى القارة، لنشر ثقافة الحوكمة والقضاء على الفساد. وتنبع أهمية موضوع مكافحة الفساد فى كونه يخاطب شواغل العديد من الدول الإفريقية التى تواجه تحديات فى كفاحها من أجل تحقيق تطلعات شعوبها نحو العيش الكريم والرخاء، بسبب آفة الفساد تتسبب فى إهدار موارد القارة الضخمة والمتنوعة، بما يؤدى إلى استمرار معاناة الشعوب الإفريقية من الفقر رغم وفرة الموارد. وتتسق المبادرة المصرية لعقد المنتدى مع الأولوية المتقدمة التى يحظى بها موضوع مكافحة الفساد لدى مصر، فى إطار جهودها للإصلاح الاقتصادى والتنمية والتطوير والتحديث. وتشير التقديرات إلى أن القارة الإفريقية تخسر نحو خمسين مليار دولار سنويا نتيجة التدفقات المالية غير المشروعة. ويقف الفساد عقبة أمام تحقيق أهداف أجندة التنمية 2063حيث يستنزف موارد القارة ويهدر جهود تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة. وبالتالي، فقد بات التصدى للفساد مسارا مستداما للوصول لقارتنا لتكون آمنة ومستقرة ومزدهرة. وتعد اتفاقية الاتحاد الإفريقى لمنع ومكافحة الفساد الوثيقة القانونية الأساسية للقارة الإفريقية لمكافحة الفساد. ومثلت قصة مكافحة الفساد نهجا مستداما نحو تحول إفريقيا، وبناء عليه تم إعلان 2018 العام الإفريقى لمكافحة الفساد. وجاء اختيار هذا الموضوع على ضوء مرور خمسة عشر عاما على اعتماد اتفاقية الاتحاد الإفريقى لمنع ومكافحة الفساد فى قمة مابوتو فى يوليو 2003 بهدف تقييم ما تم إنجازه ولتحديد الخطوات التالية لاستكمال جهود التصدى للفساد بجميع أشكاله. وتم تخصيص بند خلال قمة فبراير 2018 لمناقشة تقرير الرئيس النيجيرى محمد بخارى حول مكافحة الفساد فى إفريقيا، وذلك على ضوء تولى بخارى ريادة تطبيق استراتيجية الاتحاد الإفريقى لمكافحة الفساد.