إنها أم الصحابى الجليل سعد بن معاذ الذى كان حاملا لراية الأنصار يوم بدر، وهو واحد من مجلس الشورى يومها، بل إنه هو الذى لما مات اهتز عرش الرحمن وشيعه 70 ألفا من الملائكة.وكبشة صحابية جليلة قدمت الكثير لنصرة هذا الدين العظيم. وهى الأم التى احتسبت بطلين من صلبها لتكون من أهل الجنة، وهى إحدى نساء الأنصار المباركات، وقد أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأثرت التاريخ بمواقف رائعة جعلتها من الأوائل فى عالم نساء الصحابة، فما إن سطعت شمس الهداية وأشرقت المدينة بنور الإسلام حتى سارعت أم سعد لتسهم بدورها فى نصرة الإسلام بكل ما تستطيع إليه من سبيل. فى غزوة بدر خرج ولداها سعد بن معاذ وأخوه عمرو بن معاذ ليجاهدا فى سبيل الله فقاتلا وكانت النصرة لجند المسلمين فعادا إلى المدينة مرة أخرى يحملان بشائر النصر ففرحت تلك الأم المؤمنة فرحا شديدا.وفى غزوة أحد خرجت أم سعد مع من خرج من النساء للاطمئنان على سلامة رسول الله بعد أن وردت أخبار إلى المدينة باستشهاد عدد من المسلمين وكان من بين الشهداء ابنها عمرو بن معاذ، ولكن الأم الخيرة كانت ترجو رؤية رسول الله، ولما رأته سالما حمدت الله، وقالت: أما إن رأيتك سالما فقد هانت المصيبة، فعزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ابنها عمرو.ولما استشهد ابنها الثانى سعد حزنت عليه حزنا كاد أن يمزق قلبها لولا أن الله عصمها بإيمانها والرسول عليه السلام يواسى أم سعد قائلا: ألا يرفأ دمعك ويذهب حزنك بأن ابنك أول من ضحك الله له واهتز له العرش.