قبل 48 ساعة من نهائى دورى أبطال أوروبا بين ليفربول وتوتنهام، قد يكون مفيدا الاشارة إلى أن ما سنشاهده فى المباراة مجرد نموذج على أن كرة القدم لم تعد لعبة فن ومهارات وتكتيك مدربين فقط بل علم أيضا. وبالمناسبة هذا ينطبق على ألعاب أخرى بدأ العلم يشق طريقه إليها، فتغيرت تماما للأفضل. قبل أيام نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا متكاملا عن إيان جراهام مدير الأبحاث فى ليفربول الحاصل على الدكتوراة فى الفيزياء النظرية، تحدثت فيه عن دوره فى الوصول بالنادى إلى ما هو عليه الآن، وكيف أنه هو الذى اقترح التعاقد مع يورجن كلوب المدير الفنى عام 2015 بعد أن تابع عمله مدربا لنادى بروسيا دورتموند الألمانى وصمم نموذجا رياضيا قام عبره بتقييم أداء اللاعبين وخطط كلوب،وتوصل إلى أن نتائج دورتموند المخيبة للآمال ليست مسئولية كلوب ،لأن الاحصاءات والرسوم البيانية التى أعدها تشير إلى الامكانات الهائلة للمدرب، وأنه كان يدرب أحد أكثر الفرق خطأ فى التاريخ. وبالفعل تعاقد ليفربول مع كلوب. يكشف جراهام أيضا أنه نصح بالتعاقد مع محمد صلاح رغم تجربته غير الموفقة مع تشيلسى (لعب 13 مباراة على مدار عامين سجل خلالها هدفين فقط)، لكنه رأى من خلال تطبيق نماذج رياضية معقدة على ال 500 دقيقة التى لعبها صلاح، أن عدم كفاءة النظام فى تشيلسى لم تسمح له بالنجاح. كما أن احصاءاته أشارت إلى أنه سيتعاون بشكل جيد مع فيرمينيو، الذى يخلق أهدافا متوقعة من خلال تمريرات يمكن لصلاح تحويلها لأهداف حقيقية، وهو ماحدث بالفعل. جراهام لديه قاعدة بيانات يتابع من خلالها 100 ألف لاعب في العالم لاختيار الأفضل من بينهم التقرير مليء بالمعلومات والتحليلات عن وظيفة مدير الأبحاث وكيف أصبحث فكرة الأبحاث تغزو الأندية الرياضية الكبرى باعتبارها أحد شروط النجاح. وطاف بذهنى تساؤل بسيط : كم من الأندية المصرية الكبرى لديه مدير للأبحاث وكم من رؤساء الأندية والقيادات مقتنع بالفكرة؟ بل يثور تساؤل أكبر عن مدى إيماننا كمصريين بأن الأبحاث مفيدة أساسا فى الحياة؟. [email protected] لمزيد من مقالات عبدالله عبد السلام