لكى تقترب عليك أن تسجد..أن تضع كبرياءك.. أن تكوّر نفسك على الأرض، تحت قدميه، كأنك ضراعة تنتظر القبول أو نصف دائرة تنتظر الاكتمال. وأنت تدخل على الملك فى بيته، وأنت تخلع حذاءك وتخلع الدنيا معه، كما يقول أحد الصالحين، لا بد أيضًا أن تنسى مقامك. انس كل شىء، لأن ربك أكبر. سلم له واخشع، لتكون أكرم ضيوفه عليه. هكذا رحت أؤهل جبينى وأنا أضعه على السجاد الأخضر لمسجد السيدة نفيسة ، فى صلاة التراويح. بين الأعمدة المتناثرة، كان من السهل أن تسمع حاجات الناس وهى تتحول من شىء تكتمه الصدور إلى نهنهة، خاصة حين أتى الإمام على آية والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه»» وكان هناك شىء أثيرى ينقل هذه الأصوات، هذه المواجع المسموعة المتشبثة بصحن المسجد، إلى مقام السيدة.. أو صندوق البريد الذى اعتدنا أن نضع فيه خفقات قلوبنا ودموعنا ونرسلها إلى الله.