لأننا لسنا هنودًا، لم نهتم بإعلان الجيش الهندي عن اكتشاف دلائل على وجود رجل الثلج البغيض، المعروف أيضًا باسم صاحب القدم العملاقة أو الييتي، Yeti، أو يأجوج ومأجوج، كما ذكرت عناوين صحف عربية ومصرية. وما كنا سنهتم بتلك القصة، أساسًا، لولا أن الدكتور زاهي حواس، فاجأنا بطرحه لموضوع قوم عاد وثمود الذي لا يزال، هو الآخر، محل جدل، وزعم بعض علماء الآثار، خصوصًا العرب منهم، أنهم اكتشفوا الأماكن التي عاشوا بها من نقوش تركوها في جبال الجزيرة العربية!. في حسابه الرسمي على تويتر، الذي يتابعه نحو 6 ملايين شخص. نشر الجيش الهندي صور آثار أقدام، قال إنه التقطها من «معسكر قاعدة ماكالو» في جبال الهيمالايا، وزعم أنها تعود إلى ذلك الوحش الأسطوري. وذكرت جريدة تايمز أوف إنديا أن اكتشاف آثار تلك الأقدام حدث في 9 أبريل الماضي، ولم يتم إعلان هذا الاكتشاف العلمي إلا بعد التأكد من توافقه مع دراسات سابقة بهذا الشأن. وردًا على موجة السخرية وعدم التصديق التي اجتاحت شبكات التواصل الاجتماعي، قال الجيش الهندي إنه قام بتصوير الأدلة وأرسلها إلى خبراء في الموضوع. رجل الثلج البغيض، كان عنوانًا لرواية شهيرة كتبها فرانكلين دبليو ديسكون، قام فيها الأخوان هاردي، بطلا الرواية، وأصدقاؤهما النيباليون في جبال الهيمالايا، بمغامرات مثيرة بين الانهيارات الجليدية والأودية الثلجية، واكتشفوا خلالها جثثا لفرق تسلق ابتلعها الجليد، بمعداتها وكنوزها الثمينة. وفي سبتمبر 1991، اكتشف المتسلقان الألمانيان، هلموت وإيريكا سيمون، في جبال الألب الايطالية، مومياء على ارتفاع 3210 أمتار، عمرها 5 آلاف سنة، وأطلقوا عليها اسم اوتزي، اسم الوادي الممتد على الحدود الايطالية النمساوية، مكان عثورهم على تلك المومياء، التي جعلتها طبقات الجليد تصمد عبر الزمن. ومهما كان اسمه، فهو أحد المخلوقات الأسطورية، التي زعم أشخاص أنهم رأوها، وتصفه أساطير جنوب آسيا بأنه مخلوق عملاق يشبه القرد. قيل مثلًا، إن هناك من رأوا هذا الكائن، يتجول في جبال الهيمالايا. وأكثر من مرة، تم تداول عدة صور لطبعة قدم كبيرة، كانت كافية لتسميته بصاحب القدم العملاقة، لكن رداءتها لم تثبت وجود هذا المخلوق من عدمه. ومنتصف نوفمبر 2013، قال براين سايكس، أستاذ الجينات البشرية في جامعة أكسفورد، إنه قام بتحليل عينات شعر أرسلها أشخاص يدعون أنها لهذا المخلوق، وأن نتائج التحليل تطابقت بنسبة 100% مع جينات لحفريات تعود إلى أجداد الدببة، التي عاشت في الأرض منذ ما يتراوح بين 40 و120 ألف سنة. وعليه، استنتج سايكس أن يكون أحد أحفاد تلك السلالة لا يزال على قيد الحياة، أو أن تكون تلك العينات نتجت عن تزاوج ذلك الحفيد بدب بني!. لا تجعل هذا الكلام يستنفد كل دهشتك، لأنك ستحتاج كثيرًا منها، حين تجد الدكتور زاهي حواس يتذكر قوم عاد وثمود، ويحكي عن عثوره على صخور وجبال عاتية وكثير من الكتابات الثمودية في بعض المواقع في جنوب اليمن عندما عمل خبيرًا للجامعة العربية. ثم يستشهد بدراسة تمت في هذا الموضوع، استطاع أن يستخلص منها أن هناك عادًا الثانية، استنادًا إلى قول الله تعالى في الآية 50 من سورة النجم وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولى. كما أشارت الدراسة، طبقًا لما ذكره الدكتور حواس، إلى أن قوم ثمود خلفاء لقوم هود عليه السلام و... و... و... وأنهم قبائل متعددة، ولم يكونوا دولة مستقرة؛ وأن البعض يرى أنهم عاشوا في مدائن صالح بالسعودية، لارتباط اسمها باسم النبي صالح وكثرة آثارها المنحوتة في الجبال. بينما يرى البعض الآخر أنهم عاشوا في بلدة الخريبة التي تقع على بعد نحو 15 كلم من مدائن صالح!. الدكتور زاهي حواس، لمن لا يعرف، هو عالم آثار كبير وشهير، وكان وزير دولة لشئون الآثار. وفي مقاله المنشور، أمس الخميس، بجريدة الشرق الأوسط، السعودية التي تصدر في لندن، كتب أنه ذهب لزيارة مدائن صالح مرتين. وأنه في آخر مرة كان مع صديقه الدكتور خالد العناني وزير الآثار المصري الحالي، ولينا عناب وزيرة السياحة الأردنية السابقة. وأوضح أنهم تناقشوا في شكل المقابر المنحوتة بجمال غير عادي على قمة الجبال، وتصوروا مثلاً أن هذا العمل قد يكون مرتبطاً بقبيلة ثمود. ومع أنه استدرك بأنه ما زال حذرًا، بشكل عام، في ربط ما جاء في القرآن الكريم وبعض المواقع الأثرية أو بعض الشعوب التي عاشت في هذه المناطق، إلا أنه زعم، أن هناك ضرورة لعرض ما كتبه الأثريون والمؤرخون العرب في هذا الموضوع!...وأخيرًا، أنا شخصيًا لا أستطيع تحديد مَنْ هو فرعون الخروج بدون وجود دليل لغوي أو أدلة أثرية تثبت ذلك. وما بين التنصيص من مقال للدكتور زاهي حواس، أيضًا، منشور في 25 ديسمبر 2008، عنوانه: فرعون موسى. ولأن ذلك هو عين العقل وقلبه، لا نرى أي جدوى أو فائدة من الجدل، أو الهري، بشأن عاد وثمود، أو يأجوج ومأجوج، أو الغول والعنقاء والخل الوفي، حتى تظهر أدلة لغوية أو أثرية، إن كان لها وجود. وعليه، لن نلومك لو رأيت أن ما سبق، كله أو بعضه، مجرد تخاريف صيام!. لمزيد من مقالات ماجد حبته