ارتبط العزف بالصاجات فى مصر دوما بالرقص الشرقى والطرب وحفلات الموسيقى الشرقية على مر السنين ولمعت أسماء مثل إبراهيم توفيق صاحب أشهر دويتو بين الصاجات والجيتار فى فرقة الموسيقار الراحل عمر خورشيد.. بينما تطورت رحلة الصاجات الحديدية الصغيرة حتى وصلت إلى الرقص الصوفى رغم عدم ارتباطها بالصوفية فصارت نحاسية وأكبر حجما.. وكلما كبر حجمها كانت أنسب للعرض فى الاستادات والأماكن المفتوحة.. وما شهدته فرقة التنورة التراثية التابعة لوزارة الثقافة يثبت أننا أمام حالة إبداعية شديدة الخصوصية تتمثل فى إضافة الرقص والحركة إلى العزف بالصاجات.. وهو ما برع فيه مؤسس الفرقة عم عادل يوسف سنة 1999 وهو مبتكر أول تابلوهات راقصة للصاجات فى مصر، حتى تسلم منه تلميذه فؤاد العمدة راية العزف الصولو على الصاجات كنوع من التعارف على الجمهور أو كما يطلقون عليها «التحميلة» قبل دخول التنورة.. وهى فقرة جذابة للغاية يبدو بطلها وكأنه يكلم الصاجات ويحاورها على إيقاعات الجسد وحركة الأقدام.. فؤاد العمدة هو أيضا سوليست الراقصين «الحاناتية» فى الفرقة، أى قائد الراقصين الصوفيين الخمسة حول التنورة الذين يرقصون وهم يعزفون على «الحانة» تلك الآلة التى تشبه الدف ولكن صوتها أكثر دفئا.. فرقة مصرية تراثية تقدم عروضها بتلقائية وجهد ذاتى دون وجود مخرج أومصمم رقصات أو ما شابه ومع ذلك أبهرت العالم وتم تسجيل عروضها فى منظمة اليونسكو..إبداع يخشى العمدة توقفه يوما ما بسبب تناقص فنانى الفرقة وعدم الاهتمام بهم أو دعمهم.. فمسرحهم متهالك وأحذيتهم مهترئة على حد قوله.. ولكنهم دوما عند حسن ظن مريديهم.. فهل يغيثهم أحد؟