يفرض الإسلام على رب العمل الالتزام بأخلاقيات معينة فى إطار من المبادئ الرفيعة. ومن أهم الأخلاقيات التى يلتزم بها رب العمل أن يعطى العامل أجراً عادلاً، وأن يعطيه أجره فور الانتهاء من عمله، وأن يحترم كرامته الإنسانية وأن يبتعد عن الأساليب غير الأخلاقية. ويرفض خلق الإسلام الاستغلال ومن ثم لا يجوز لرب العمل أن يستغل العامل وحاجته فيعطيه أجراً زهيداً وإنما يجب أن يعطيه الأجر العادل الذى يكافئ جهده. قال تعالى: «ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها ذلك خير لكم إن كنتم مؤمنين». وعلى الصعيد الآخر لا يجوز للعامل أن يستغل حاجة رب العمل إليه ليحصل منه على أجر يزيد على ما يكافئ جهده. فعدالة الإسلام تقتضى أن يحصل العامل على أجر المثل دون زيادة أو نقصان فلا يظلمه رب العمل ولا هو يظلم رب العمل. قال تعالى: «..... لا تظلمون ولا تُظلمون»، وتقتضى أخلاق الإسلام أن يعطى رب العمل العامل أجره ولا يحرمه منه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، رجل أعطى بى ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل أستأجر أجيراُ فأستوفى منه ولم يعطه أجره». كذلك لا يكفى أن يلتزم رب العمل بدفع أجر العامل وإنما يجب أن يعطيه إياه فور انتهائه من عمله فلا يؤخره عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه»، ويلتزم رب العمل باحترام كرامة العامل ولا يعتبر احتياجه للعمل ذريعة للمساس بها. فاحترام العامل والرفق به وتجنب إهانته يعينه على أداء عمله بنفس راضية تدفعه إلى إتقانه وحسن أدائه، مما ينعكس إيجابيا على إنتاجه. كما يجب أن يتجنب رب العمل كل ما يتعارض مع خلق الإسلام، كالغش والكسب غير المشروع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من غش فليس منى». وأن يتجنب كل ما يضر بالمصلحة العامة كالاحتكار الذى يؤدى إلى ارتفاع الأسعار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من احتكر فهو خاطئ». وقوله أيضا «من احتكر طعاماً أربعين ليلة فقد برئ من الله تعالى وبرئ الله تعالى منه».