كانت الإعلانات قديما تذاع قبل المسلسل العربى، وقبل ان تعلن المذيعة إذاعة المسلسل، يذاع إعلان إحدى شركات التأمين، فكنا نترك الإعلانات دون مشاهدة، حتى نسمع هذا الإعلان فنذهب لمشاهد المسلسل، وزحفت الإعلانات لتذاع بعد تتر المسلسل، واحتج الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة على ذلك قائلا، إن تتر المسلسل جزء من العمل الفنى، الذى يجب ألا تقطعه الإعلانات، ودخلت الإعلانات فى المسلسل نفسه، وتوغل وانتشر وتسرطن، حتى أصبح ما نشاهده عبارة عن إعلانات داخلها بعض الدراما، فإحتلت الإعلانات من الثلثين الى ثلاثة ارباع الوقت المذاع، وتوقف احتجاج الفنانين، وعلا صراخ المشاهدين. نعم من حق صناع الدراما تحقيق أرباح من خلال بيع منتجهم وإذاعة إعلانات داخله، إلا أن زيادة الإعلانات عن الحد المقبول، بل وبشكل مستفز، حيث يتكرر الإعلان الواحد ربما عشر مرات فى الحلقة الواحدة من المسلسل، قد صرف البعض عن مشاهدة هذه الدراما أصلا، فهى ليست بالمستوى الرائع بحيث يتحمل المشاهد ملل الإعلانات من أجلها، وأعتقد أن هناك قواعد إعلانية وإعلامية لنسبة الإعلانات التى يجب ألا تزيد على فى المادة المشاهدة، وأن ما يحدث فى مصر لا مثيل له فى العالم، وقد انتشرت العدوى من الدراما لتحليل المباريات، حتى أصبحت الإعلانات تمثل أكثر من ثلاثة أرباع وقت التحليل. هناك فيلم أمريكى كوميدى من إنتاج الستينيات يسمي: إنه عالم مجنون مجنون مجنون مجنون بطولة سبنسر تريسى، ويدور حول سباق جنونى للفوز بمبلغ مسروق من قبل مجموعة من الغرباء، وربما هو ما تفعله بنا القنوات الفضائية والمسلسلات، ولكن بشكل مأساوى بدلا من الكوميديا. لمزيد من مقالات جمال نافع